ازدادت الضغوط العربية والدولية على الرئيس السوري بشار الاسد الذي قال انه لن يتهاون مع من يقفون وراء الاحتجاجات التي تقابل بقمع دموي اسفر يوم امس وحده عن 34 قتيلا برصاص قوات الامن بينهم 17 في مدينة دير الزور التي تشهد عملية عسكرية منذ صباح امس. وقال الرئيس الاسد خلال لقائه وزير خارجية تركيا احمد داود اوغلو "لن نتهاون في ملاحقة المجموعات الارهابية من اجل حماية استقرار الوطن وامن المواطنين". وقال الاسد ان "سوريا مصممة على استكمال خطوات الاصلاح الشامل التي تقوم بها ومنفتحة على أي مساعدة تقدمها الدول الشقيقة والصديقة". ومن جانبه، قال داود اوغلو بعد عودته الى انقرة ان الايام المقبلة "ستكون حاسمة" بالنسبة لما تتوقعه تركيا، موضحا انه ناقش سبل وقف اراقة الدماء وتطبيق الاصلاحات الديموقراطية خلال مباحثات "مفتوحة استمرت ست ساعات ونصف الساعة مع الرئيس السوري". وقال "كانت لدينا الفرصة للحديث بوضوح وصراحة عن التدابير الواجب اتخاذها لوقف المواجهة بين الجيش والشعب، ولكي لا تتكرر احداث مثل تلك التي شهدتها حماه". وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اعلن السبت ان صبر تركيا "نفد" ازاء مواصلة النظام السوري القمع الدموي للمتظاهرين. كما اكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء لنظيره السوري وليد المعلم ان الاولوية هي لوقف اعمال العنف في سوريا وتطبيق الاصلاحات السياسية والاجتماعية دون ابطاء. ويأتي ذلك غداة تأكيد الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني على ضرورة تنسيق الجهود بين الاوروبيين وحلف شمال الاطلسي "لزيادة الضغط" على النظام السوري كي يوقف قمعه الدموي للمتظاهرين. وستجري بعثة من الهند والبرازيل وجنوب افريقيا مباحثات مع المسؤولين السوريين اليوم الاربعاء في مسعى لانهاء القمع الدامي الذي يشنه النظام، وحضه على الحوار مع المعارضين. ولكن ايران جددت تأييدها للرئيس الاسد واتهمت واشنطن بالعمل على زعزعة استقرار سوريا. وقال علاء الدين بوروجردي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشورى الايراني خلال زيارة لمصر، "علينا مساعدة سوريا ولن نسمح للولايات المتحدة بالتدخل في شؤون المنطقة". ميدانيا، واصل الجيش وقوات الامن عمليات المداهمة في العديد من المدن السورية لترتفع حصيلة القتلى بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الى 34 والجرحى الى العشرات امس الثلاثاء. وسجلت اعلى حصيلة للقتلى في دير الزور التي اقتحمتها الدبابات الثلاثاء حيث قتل 17 شخصا واصيب نحو 50 بجروح في المدينة والبلدات المحيطة بها. كما قتل شخص في اللاذقية واصيب اثنان بجروح، وسقط 5 قتلى في محافظة ادلب، و6 قتلى في حماه وثلاثة قتلى في حمص، وقتيلان في ريف دمشق. وبعد ان افاد عن سقوط قتيلين في الصباح، قال المرصد بعد الظهر ان "النشطاء في مدينة دير الزور اكدوا مشاهدة 15 جثة ملقاة في الشوارع في الحويقة وجبيلة والقصور والجورة ظهر امس اثر العمليات الواسعة التي شنتها القوات العسكرية والامنية السورية في الكثير من احياء المدينة، كما اكدوا وجود اكثر من 50 جريحا جراح بعضهم حرجة". واضاف ان الدبابات ترافقها سيارات امنية ترفع رشاشات ثقيلة تنتشر في الشوارع وفي ساحة الحرية التي شهدت تظاهرات حاشدة في الاسابيع الاخيرة، مشيرا الى "اعتقالات واسعة" في هذه المدينة الواقعة على بعد 430 كلم شمال شرق العاصمة. واوضح المصدر نقلا عن الشهود ان اكثر من 30 دبابة وناقلة جند مدرعة شوهدت بعد الظهر "تسير باتجاه مسجد عثمان بن عفان".