في الوقت الذي ينتظر أن تبدأ المراكز التجارية في تهيئة المحال النسائية بجميع خدماتها وفقا للتنظيمات الجديدة التي أصدرتها وزارة العمل أخيرا، اشتكت 40 امرأة يعملن في سوق الممشى جنوبجدة من كساد بضائعهن؛ بسبب انقطاع الكهرباء التي لا تعمل كما يقلن إلا في أوقات محددة لا تتجاوز الأربع ساعات في اليوم، ما ساهم في عزوف الزبائن عن السوق. في البداية، تحدثت الخمسينية أم غالب عن معاناتها من السوق قائلة «هذه المظلات التي نصبوها لنا لو كانت تعمل من الصباح ومكيفة لكان خيرا كثيرا لنا؛ لأن مدارس البنات أمامنا وستكون هناك حركة بيع، وعدم وجود كهرباء جعل السوق في كساد، والذي يباع فقط هو الماء على الذين يمارسون رياضة المشي». من جانبها، أكدت أم هاني خسارتها في السوق، وقالت: «خسرت أكثر من 70 ألف ريال في تزيين المحل وعرض البضاعة للزبائن بطريقة راقية، وجعلت أسعار الأثواب والملابس ما بين ال 20 و35 ريالا، وهناك ملابس ب 100 ريال، ولا تتعدى أسعاري سقف ال100ريال، وهناك من المتخلفين الوافدين من افترشوا طريق المارة بالقرب منا خلف البسطات وكسروا الأسعار علينا ويبيعون بأقل السعر وليس عندهم إيجار». وترى حسنة عدم وجود آلية لهذه السوق، حيث لا تتوافر أبسط الخدمات الضرورية التي تحتاجها النساء العاملات في السوق، فهن لا يجدن موقعا مخصصا للصلاة أو دورات مياه واستراحة. زهراء صالح (أرملة اتخذت من أحد أركان السوق محلا لعرض بضاعتها) تأمل أن تجد دخلا يساندها إلى جانب مخصص الضمان الذي لا يتجاوز ال 700 ريال لسداد إيجار منزلها، وشراء المتطلبات الأساسية في الحياة، وتضيف «سعيت من أجل أن ألتحق بهذا البرنامج لدعم الأسرة، ولكن فرحتي لم تكتمل بسبب كساد حركة البيع في السوق، حيث فترة البيع به لا تتجاوز ال3 ساعات، ونطالب بدفع الإيجار والرسوم للبرنامج الخيري والكهرباء، والأمانة في الوقت الذي لا نشهد أي عملية بيع، ما يشكل عبئا إضافيا على العاملات في السوق». من جهتها، أكدت سميرة الغامدي عن تلقيهن وعودا بتوفير الكهرباء في المحال، إضافة إلى دورات مياه ومصلى، ولكن كما تقول «لم يتغير الحال، فنحن نحمل يوميا أغراضنا من البيت إلى السوق وقت العصر، وبعد المغرب نعود بها وهكذا، ولم نكن نتوقع أن تصبح السوق متنزها في الليل للمشاة والمتنزهين الذين يحولون الموقع إلى مقر لممارسة الشواء والطبخ». وأضافت سارة «أبلغنا المسؤولين القائمين على هذا البرنامج الخيري بأننا ندفع إيجارا على مخيمات تتحول ليلا إلى متنزه، وردوا على شكوانا بأن علينا إحكام إغلاق المخيمات، وفعلنا مثل ما قالوا ووجدنا الناس ليلا يثقبون الخيام ويدخلونها، ومن ثم تتعرض بضائعنا للسرقة والتلف، ما دفعنا لأن نسعى لتعديل الخيام باسحداث الشبك الخلفي وإضافة بوابات (هنقر) للحفاظ على بضائعنا». من جانبه، أكد المدير التنفيذي للمشروع عبد الرحمن الفهد أنه «تم تطوير منطقة السوق بجوار الممشى، باعتبارها مركز دخل لهذه الفئة، وتم الاتفاق نظاميا بعقود معهن على تحديد وقت العمل من الخامسة وحتى التاسعة مساء، فيما تم قبول 40 امرأة سعودية لممارسة البيع من قبل لجنة إشرافية من الغرفة التجارية، وباب رزق جميل، والأمانة للإشراف على عملية اختيار النساء وفقا للحاجات». وذكر المدير التنفيذي أن بعض النساء يشغلن عمالة وافدة في محلاتهن، وهذا يخالف الاشتراطات المتفق عليها، مشيرا إلى أنهم وضعوا بعض التعديلات لتجميل وتطوير السوق، وتم عرضه على النساء حتى يشاركن في الأفكار دون أعباء مالية يتحملنها، ولكن أصررن على البقاء بهذه الصورة غير الحضارية. وما تشهده السوق من مخالفات هن السبب فيها لعدم التنسيق والرجوع إلينا عند عمل التعديلات الاجتهادية، ومبينا أن الأمانة تجاوبت في بادئ الأمر ومنحت النساء تصريحا للموقع باعتباره تجاريا لهن، وزودتهن بالكهرباء لكل موقع، والآن تطالب بتعديل الوضع الذي يتناسب مع المنظر الحضاري حتى يتم تزويدهن بالكهرباء.