روى الإمام البخاري (رحمه الله) في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نصه: «أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه أدام، وطعام أو شراب، فإذا أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب». أي شيء يا ترى أفضل من هذا، وأي كرامة من الله هي أغلى من الرسالة التي جاء بها سيدنا جبريل عليه السلام من رب الأرض والسماء جل جلاله؟ في كتاب من تأليف الشيخ حسين علي الشرهاني رصد لتاريخ أم المؤمنين وقد صدر بعنوان: حياة السيدة خديجة بنت خويلد.. من المهد إلى اللحد. ومما تضمنه الكتاب مجموعة من الأحاديث النبوية التي وردت في حق أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ومنها: عن عبدالله بن جعفر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أبشر خديجة ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب». ولو تساءلنا لماذا بشرها الله تعالى ببيت في الجنة، ولم يبشرها بقصر أو شيء أكبر من بيت والله عز وجل مكافأته بلا حدود، وأكبر من أن تحدها الكلمات؟ إن ذكر البيت في هذا الحديث فيه معنى جميل، لأنها كانت ربة بيت في الإسلام، وهي فضيلة لم يشاركها فيها أحد، كما أنها أول من بنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتا بزواجه منها، ويمكن أن نقول إن مرجع أهل بيت النبوة لها، حيث إن الله تعالى قال (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). أما القصب فهو اللؤلؤ المجوف، وإيراده هنا لأنها نالت قصب السبق في الإسلام دون غيرها من النساء، والبيت لا صخب فيه، أي ليس فيه أصوات عالية وضوضاء، لأنها وفرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم الهدوء في بيتها، ولم تجعله يرفع صوته، وتابعته في الإسلام دون أي معارضة، أما النصب فهو التعب. عن الإمام الصادق عليه السلام عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن جبريل عليه السلام قال لي ليلة أسري بي: حين رجعت قلت يا جبريل هل لك حاجة؟ قال: حاجتي أن تقرأ على خديجة من الله ومني السلام وحدثنا على ذلك إنها قالت حين لقاها نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لها الذي قال جبريل، فقالت: إن الله هو السلام ومنه السلام وإليه السلام وعلى جبريل السلام. وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعمها من ثمار الجنة، أوردت بعض المصادر حديثا عن عائشة رضي الله عنها قالت: «أطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة من عنب الجنة»، «إن السيدة خديجة عليها السلام أفضل النساء». والكتاب ثري بالمعلومات التي تروي فضائل أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها. آية: قال الله تعالى (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء). وحديث: روي عن الإمام علي عليه السلام: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله اختار من النساء أربع مريم وآسية وخديجة وفاطمة». شعر نابض: يفيض عليها اليمن في غدواته ويضفي عليها الأمن في الروحات