اشتهرت محافظة الطائف بالكثير من العادات الرمضانية التي كانت تضفي رونقا خاصا لليالي الشهر، وبالرغم من تميز هذه العادات إلا أنها اندثرت بين أبناء الجيل الحالي الذين أصبحوا يسمعون عنها فقط من آبائهم وأجدادهم. قصائد وأناشيد يقول عابد القرشي أحد أعيان المحافظة، (80 عاما): كان أهل الطائف يستقبلون شهر رمضان في ما مضى بالقصائد التي يبدأ الرجال في ترديدها قبل دخول الشهر بيوم وحتى اليوم الثاني، كما يردد الأطفال الصغار الأناشيد الدينية بأصواتهم والمعبرة عن فرحتهم برمضان. وأضاف: رغم الظروف المعيشة الصعبة قديما، إلا أن المجتمع الطائفي يتميز خلال الشهر باللقاءات بين الأقارب والجيران، وتبادل المأكولات الرمضانية المميزة، وكان الميسورون من ملاك المزارع وأصحاب المواشي يسارعون إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين ما يجعل الصائمين يشعرون بلذة المودة والرحمة. إفطار جماعي عايض بريك (70 عاما) يقول: يحز في نفسي اختفاء واندثار الكثير من العادات لاستقبال شهر رمضان في الطائف، التي قل الاهتمام بها من قبل أبناء الجيل الحالي. وأضاف: تتميز الليالي الرمضانية في الطائف بعادة الإفطار الجماعي بين الأقارب والجيران الذين يتقاسمون وجبة الإفطار حتى وإن كانت بسيطة، وهذه العادة موجودة الآن ولكن ليس كالسابق. عكاظ والبخارية يقول مأمون البخاري: رغم صغر الطائف في ذلك الوقت إلا أن الكثير من شوارعها كانت تعج بباعة المأكولات الرمضانية وخاصة في الفترة من بعد الظهر حتى المغرب. وأضاف: من أشهر المواقع القديمة في الطائف حي البخارية القديم الذي كان مقابل سوق القزاز ويقع في الجهة المقابلة لشارع البريد حاليا والمخصص كمواقف للسيارات، مشيرا إلى إزالة حي البخارية القديم قبل نحو ثلاثة عقود من الزمن، حيث كان في ذلك الوقت يعج بمحال بيع المأكولات الرمضانية وخاصة الفول والتميس الذي كان حجمة ضعفي الحالي، لافتا إلى أن شارع عكاظ كان من أشهر الشوارع العامة في المحافظة، حيث كانت الكثير من الأسر تطبخ المأكولات الرمضانية المختلفة في المنازل وتبيعها على جانبي الشارع. مأكولات حجازية منصور البراق يقول: بعد أن يتناول الصائمون وجبة الإفطار جماعيا على الوجبات الحجازية الشهية، يستعد الرجال والنساء للتوجه لصلاة العشاء والتراويح في المساجد والجوامع التي كان أشهرها مسجد العباس، وكذلك مسجد الهادي في الهجلة. وأضاف: بعد أداء صلاة التراويح في الجوامع تبدأ مجالس السمر في منازل الجيران الذين ينظمونها بشكل دوري، حتى قبل فترة السحور بساعتين حيث يتجه الجميع للمنازل استعدادا لتناول وجبة السحور وأداء صلاة الفجر، وهكذا يكون الحال يوميا حتى آخر أيام شهر رمضان.