•• محظوظ للمرة السبعين يشهد طلائع الشهر الكريم. •• محظوظ يلعق باقي العسل.. يركبه إشعاع متعرج مفقود النهاية تعبت أيامه ولم يتعب!!! •• محظوظ يلعق ويبصق الزبد.. يشتم الرؤوس.. الشياط تحترق.. ويطوحه الإشعاع والعسل والدوار ورأسه العائمة في زرقة مبهمة تسبح في كثافة دخان!! •• مسحوق ولكنه محظوظ وكالمطاط.. إنه منفضة أيام.. صدئت ولم تهلك.. وها هو يغني بعد أربعين عاما للشاطئ الجفاف ينز وينسكب من شرايين متشنجة.. يغني ليحس الدمعة فقاعة انفراج ولو في نفس مقطوع. •• دعوه.. يقطع الحاجز بالأضراس وينطفي كنغم قطعه من البطن صوت مذيع عجل لينبئك عن المذابح والمجازر وصراخ طفل جريح أين أبي وأنين كهل تحت الأنقاض. •• دعوه يهتف.. إنسان خارج من القبر ومستنقع لم يجف.. دعوه يجز باللسان صنابر الغثيان.. فالعالم اليوم يفوح بالقيء تخلط الأعشاب بالدماء واللحم المحروق والعفن معا.. عالم يعتصم بعضه كالخراف .. والكلاب الكسلى بالجدار والشعار ويمضغ ويتلوى ويتخنصر ويقذف كلمات بلا معنى.. في الطرقات وواجهات الجامعات وفي ميادين القهر والعهر والتحرير والتفجير. •• عالم يلوك الكلمات ويجتر المآسي.. ويعلم ولا يتعلم ويرى ولا يبصر.. ويعرف القاتل والمقتول.. والظالم والمظلوم والغاصب والمغتصب.. عالم يغط تحت رياح وثلوح الشمال ولا يصحو ودماء الأطفال تنزف ولا تقف.. ومعتوه من جوف النفق يصرخ منتشيا انتصرنا وياله من انتصار أسود مضرج بدماء الصغار والنساء. •• خلق متعبون.. مجوفون.. باحثون عن البطولات تحت الأرض والأبرياء يموتون فوق الأرض.. خلق قافزن .. في تشنج وحماس للظهر وباحثون عن أمجاد لن تلد.. تائهون في مدارات انعدام الوزن.. و «الحرية» والكرامة ؟؟؟ والوهم. •• وهؤلاء المتشبثون بكراسي الحكم التي تحترق.. لماذا تركوا الأطفال والنساء يموتون.. وهم يختبئون في أنفاق البؤس والخوف أو يتكئ بعضهم على أرائك مترفة خلف أعمدة الرخام. •• بقي أن يعرف أولئك المتشدقون من خلف المنابر والقنوات الفضائية.. الهاتفون الرافعون شعارات النصر الزائف بدماء النساء.. والأطفال.. وهم على البعد في «مأمن».. إن كل هذه الدنيا التي خرجت لم تخرج محتجة من أجل المندسين في حفر الخوف وإنما من أجل أولئك الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء العزل الذين سفكت دماؤهم وتناثرت أشلاؤهم واحترقت أجسادهم بنيران ظالم لا يرحم.. وشعوب الأرض كلها لا ترضى بأن يحكمها من يعرضها للموت والهلاك.. ولكنها ترضى بمن يأخذ بيدها إلى بر العزة والكرامة والأمن والأمان.. والسلام.. والهاربون لحماية أنفسهم تحت الأرض.. كيف يقبل بهم حكاما من يموتون فوق الأرض. •• بعض هذا جزء من كلام الأمس الذي لم يتغير عن كلام اليوم.. ولا أزيد.