تتدارس جهات أمنية وبحثية أكاديمية توسعة صحن مطاف المسجد الحرام، من خلال إبداء الرأي في المقترح النهائي الذي تقدمت به اللجان المكلفة بدراسة المطاف، والذي رفع لجهات عليا لإقراره، والبدء في تنفيذه لا سيما مع تنامي أعداد المعتمرين والحجاج. وأبلغت «عكاظ» مصادر مطلعة أن الدراسة المقترحة ستزيد أعداد الطائفين بما نسبته 160 في المائة عن الوضع الحالي، مع عدم إزالة الرواق العثماني وإعادة تشكيله. واطلعت «عكاظ» على دراسة استمرت ثلاث سنوات، شملت كافة المتطلبات والاحتياجات لزائري المسجد الحرام من الطائفين، الحجاج والمعتمرين، ووضعت ركائز الفكرة من خلال تكوين ورش عمل متعددة لتدارس المقترحات والبدائل للفكرة بين عدة جهات علمية مختصة، إلى جانب الوقوف على الملاحظات من النواحي الشرعية التي عرضت على عضوين من هيئة كبار العلماء ومسؤولي الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين. وارتكزت الفكرة على محاور أساسية تتمثل في تحقيق عدة أهداف أبرزها «زيادة الطاقة الاستيعابية للمطاف، الاستفادة المثلى من دور البدروم الحالي، الربط بين مختلف المستويات لتسهيل الانتقال، الحفاظ على الربط البصري للكعبة من داخل الأروقة وتسهيل الدخول والخروج في حالات الازدحام والمواسم». واقترحت الدراسة توسعة المطاف الحالي المجاور للبدروم وامتداده بعمق 27 مترا داخل البدروم، إلى جانب رفع منسوب أرضية الدور الأرضي، توفير ربط المطاف (منسوب البدروم) في الدور الأرضي عن طريق منحدرات وعناصر اتصال رأسي، وتوفير الخدمات اللازمة للطائفين. وتضمنت الدراسة استحداث الدخول من نفق السيارات المقترح إلى منسوب المطاف من خلال عدة محاور عن طريق سلالم (عادية، ومتحركة)، مع رفع منسوب أرضية الدور الأرضي بمقدار متر للحفاظ على العلاقة البصرية بين الطائفين والكعبة المشرفة. وطالبت الدراسة بإعادة تشكيل الرواق العثماني بمفرداته وعناصره المعمارية من أقواس، قباب وأعمدة دون إزالته بالكامل، مع ربط منسوب الدور الأرضي بمنسوب الطواف عن طريق منحدرات وعناصر اتصال رأسي، مع استحداث الدخول والخروج من خلال عناصر الاتصال الرأسي القائمة من نفق السيارات إلى الجسور الموصلة مباشرة بالدور الأول، إلى جانب استحداث مسطح للطواف بمنسوب ميزانين الدور الأول وربطها بمنحدرات وعناصر اتصال رأسي لتسهيل حركة الدخول والخروج للطائفين لذوي الاحتياجات الخاصة. ومن خلال الدراسة المقترحة، فإن المشرع سيوفر مسطحات جديدة للمصليات، تتيح رؤية الكعبة بشكل أفضل للمصلين، ومرتادي الحرم، نظرا لقلة الأعمدة وتمحورها حول نقطة المركز المتمثلة في وسط الكعبة، الأمر الذي سيساعد في انسيابية الحركة في تلك الفراغات لتستوعب أعداد الطائفين في أوقات الذروة بشكل مرن. من جهة أخرى، كشف ل«عكاظ» قائد قوة أمن الحرم العقيد يحيى الزهراني، أن الجهات الأمنية قدمت رؤيتها الموسعة في ما يخص المتطلبات الأمنية في توسعة صحن المطاف، وذلك بالتدارس والتشاور مع عدة لجان من وزارة التعليم العالي ومعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج. وقال «لدينا مشاركات في ما يخص توسعة المطاف وخصوصا في الأمور الإنشائية والتوسعات في الحرم، وطالبنا بضرورة مراعاة مواقع ازدحام المكبرية الشمالية والمكبرية الجنوبية لأخذها بعين الاعتبار والفراغات التي لا يصلها الطائفون، ونعطي ما لدينا من رؤى وإشكاليات نواجهها للجهات المختصة، فهناك اتصالات ولجان عقدت وشارك فيها الزملاء من الأمن العام ونعطي الرؤى من عملنا الميداني مع هيئة تطوير مكة، ومعهد خادم الحرمين والتعليم العالي، وهناك تواصل مستمر ولقاءات واجتماعات في موضوع توسعة صحن المطاف».