يعد تعليم الطفل على فريضة الصوم أمرا واجبا لابد منه، إلا أن المشكلة تكمن في طول فترة النهار هذا العام وشدة حرارته، والسؤال: كيف للأمهات والآباء أن يعودوا أطفالهم على الصيام؟، وما الطرق التي اتبعوها في ذلك؟. تقول "أم سامر": إنني بدأت تعويد أبنائي على الصيام منذ دخولهم إلى المدرسة، مضيفةً أنها في البداية كانت تشفق على حالهم، بل وتطالبهم بالإفطار في منتصف النهار، ولكنهم كانوا يصرون على إكمال الصيام، مما يؤكد رغبتهم في ذلك. وتعلق "أم راكان" أن أبناءها تعودوا على الصيام جراء نومهم في النهار، موضحةً أن أحد أبنائها صام 8 أيام وهو في الخامسة من عمره، ثم أجبرته على الإفطار لخوفها أن تتضرر صحته، مشيرةً إلى أنهن في الماضي لم يلتزمن في الصيام إلا في الثانية عشرة، بسبب الأجواء الحارة ولطول فترة النهار، ومع ذلك كنا نكمل صيامنا. من جهتها أكدت "تهاني يوسف" أن الطفل في السابعة يكون أكثر إدراكاً لمفهوم الصيام وما يطالب به من أعمال الخير وما ينهى عنه من أعمال الشر، وكذلك الثواب والعقاب، موضحةً أنه يمكن تعويده في هذا السن على الصيام، والأخذ بعين الاعتبار الصلاة وأهميتها دون إرهاق لصحته بالصيام. وتوضح "أم فواز" أنها لم تستطع تعويد أبنائها على الصيام في عمر مبكر من حياتهم، اعتقاداً منها بأنه يجب تعويدهم بعد البلوغ، مضيفةً واجهت ابنتي الكثير من المتاعب عند صومها وهي في العاشرة، لكنني حدثتها بأنها بالغة وهذه العبادة واجبة عليها، بل وأشتريت لها العديد من الكتيبات الدينية التي تتحدث عن أهمية الصيام والأجر العظيم للصائم، فأصبحت أكثر عزيمة وإصرارا. وتعلق "أم ناهض" أنها استخدمت مع أبنائها نظام الصيام إلى منتصف النهار، ولم تشعر بالتزامهم وإصرارهم، بعدها فكرت في تحفيزهم من خلال تقديم هدية لكل من يصوم يوماً كاملاً، وفعلاً نجحت هذه الطريقة وأكمل الجميع صيامهم وأعمارهم بين السادسة إلى العاشرة. في السياق ذاته تشير "غادة العبد العزيز" الأخصائية النفسية إلى أهمية أن يكون تدريب وتعليم الأطفال على الصيام تدريجياً، بحيث تقوم والدة الطفل بتقسيم يومه حسب عمره، كأن يفطر بوسط النهار وتخبره أن لصغر سنه دوراً في إفطاره، موضحةً أنه إذا اطمأنت الأم على صحة طفلها فلها أن تعمل على تدريبه يومياً على تأخير موعد إفطاره إلى أن يحين وقت المغرب، لافتةً إلى أنه يجب على الوالدين أن يدركوا أن الطفل غير مكلف بالصيام، لذلك لايجوز إجباره أو الغضب منه إن أراد الإفطار، حفاظاً على صحته وعلى نفسيته في تقبل وحب الصيام، فللإكراه نتائج عكسية تماماً لأهدافنا المرجوة من تدريبه تدريجياً، مشددةً على أنه لا ينبغي اللجوء إلى ضرب الطفل أبداً، لأن ذلك سيدفعه للأكل سراً، وستكبر معه هذه العادة، مؤكدةً أن هناك عدة طرق لتدريب الطفل على الصيام منها طريقة التعزيز والثواب والعقاب، كأن يمنح الصغير هدية أو مكافأة على صيام أول يوم، كذلك توضيح الأجر والثواب والحكمة من الصيام، إلى جانب أنه لابد من وجود القدوة الحسنة للأبناء في سلوك الوالدين في رمضان.