لم تحمل الدراما المحلية جديدا في رمضان على الصعيد الفني، فقد قدمت الحلقات الأولى من مسلسلات «طاش»، «سكتم بكتم»، و «قول في الثمانيات» أفكارا جميلة عابها سوء التنفيذ وضعف البنية الدرامية للنص المكتوب. فايز المالكي في حلقة سكتم بكتم 2 ، قدم نقدا للخطوط السعودية بشكل جيد وبقالب كوميدي مقبول إلا أن الإخراج كان أسوأ ما في الحلقة، فكثير من المشاهد كانت طويلة ومملة، بل كان المخرج لا يحرك الكاميرا في بعض المشاهد لمدة تجاوزت الدقيقتين، ولم يجر أي تقطيع للوجوه في هذه اللقطات مما أصاب المشاهد بالممل. وتحدث مسلسل طاش عن التعايش بين قطبين متنافرين، الأول متشدد متدين والثاني متشدد ليبرالي، ووقفت المعالجة في المنتصف دون تحيز لطرف على حساب الآخر، بينما تولى مجرم قاتل تعريتهما وهما اللذان يتشدقان بضرورة الحوار مع الآخر لتأتي الخاتمة من خلال الأرض التي تجمع الطرفين بعد أن اصبح كل واحد منهما ينظر إلى الزاوية المضيئة في فكر الطرف الآخر ليصلاا إلى رؤية وسطية تضمن لهما التعايش للمضي قدما في تنمية الوطن الذي رمز لها كاتب النص ب «المزرعة». الحلقة قدمت فكرة جيدة إلا أن التسلسل الدرامي كان غير منطقي في بعض اللقطات، كما عاب الحلقة اللقطات الصامتة المملة والإخراج البدائي والتمثيل المدرسي. وأبى الفنان حسن عسيري ألا يبتعد عن التهريج الذي اختفى بشكل كبير من حلقتي طاش ما طاش وسكتم بكتم 2، فرغم أن الفكرة التي قدمها عسيري كانت عن علاقة المعلمين بالطلبة، إلا أن التهريج غلب على الفكرة المقدمة بل وساهم في تشويهها، وظهر الفنانون حسن عسيري والدكتور راشد الشمراني وحبيب الحبيب بشكل باهت لا يعكس قيمتهم الفنية رغم جمالية الحلقة، لكن الحلقة الأولى من مسلسل «جول في الثمانيات» تميزت على مسلسلي طاش وسكتم بكتم في التصوير والإخراج الجيد في ظل وجود المخرج الكويتي حسين إبل والمصور المصري الخبير محمد حبيب. وفي المجمل فإن الحلقات الأولى قدمت أفكارا جيدة عابها سوء التنفيذ كتابة وتمثيلا وتصويرا وإخراجا.