يعيش أهالي مركز بني عمرو في منطقة عسير في حالة عطش دائم، لتواصل أزمة شح المياه، ورفع أصحاب الوايتات الأسعار ما جعل الأهالي يرفعون شكوى إلى المركز، مطالبين بوضع حد لجشع أصحاب الوايتات. وأوضح عبد الرحمن بن علي بأن أزمة المياه هي المعضلة الكبرى التي تواجه سكان بني عمرو منذ بداية فصل الصيف، مضيفا بأنها مازالت تحدق بسكان المركز، مرجعا السبب إلى تجاوزات بعض أصحاب الصهاريج الذين استغلوا غياب الرقابة وقاموا برفع الأسعار دون حسيب أو رقيب. وأضاف أن على المسؤولين سرعة إيقاف الجشع الذي كبدهم الكثير من الخسائر، حيث يستهلك السكان الكثير من الماء بسبب كثرة المصطافين والزوار والمناسبات الاجتماعية. وأكد سعيد بن سلطان بأن بعض أصحاب الصهاريج التابعة لمركز السرح والتي خصص لهم آبار تركوا آبارهم وبدأوا في مزاحمة صهاريج مركز بني عمرو عند البئر الوحيدة التابعة لسد وادي عياش ليستغلوا مجانية المياه منها ومن ثم بيعها على أهالي مركز السرح. وتابع بن سلطان، «الصهاريج التابعة لمركز السرح كانوا يشترون الماء من الآبار التابعة لهم بمائة ريال للصهريج الواحد ومن ثم يبيعونه ب 200 ريال، بينما الآن يزاحمون صهاريج مركز بني عمرو للتعبئة بالمجان من بئر سد وادي عياش ومن ثم يبيعونه بنفس الثمن السابق وهو 200 ريال ليضاعفوا أرباحهم، وهو ما تسبب بأزمة المياه في بني عمرو منذ بداية فصل الصيف الجاري». وقال محمد العمري إنه ذهب للبحث عن صهريج ماء سعة 16 طنا ولكنه لم يجد إلا صهريجا واحدا، ورفض صاحبه بيعه الماء إلا ب 200 ريال، فبحث عن صهريج ماء آخر، فوجد واحدا سعته 5 أطنان فقط ورفض سائقه الذهاب معه إلى منزله إلا بعد دفعه مبلغ 70 ريالا ثمنا للصهريج. واشتكى كل من عامر سلمان وصالح علي وسعيد بن ملفي من تجاوزات بعض المتعهدين لمشروع سقيا المجاني، حيث أكدوا بأنهم استغلوا أزمة المياه وتركوا واجباتهم التي يتسلمون حقوقهم من الدولة عليها وهي إيصال المياه إلى السكان مجانا، حيث قاموا ببيع المياه بأسعار خيالية وصلت إلى 170 ريالا للصهريج، بالرغم من أنهم يتسلمون مستحقاتهم من الدولة، وطالب سكان مركز بني عمرو بوضع حد لما أسموه بالتجاوزات التي تخطت الخطوط الحمراء معتبرين ما يحدث انتهازا واضحا للمواطن كوضوح الشمس في رابعة النهار . كما طالب سكان مركز بني عمرو إدارة المياه في النماص بترقيم الصهاريج الخاصة بمركز بني عمرو بأرقام معينة وتزويد المتعهد بتشغيل بئر سد وادي عياش بأرقام صهاريج مركز بني عمرو، بحيث لو جاء صهريج من خارج المركز لتعبئته بالماء حينها يستطيع المتعهد منعه من التعبئة ومطالبته بالتعبئة من المركز الذي يتبعه، وبذلك تنتهي مشكلة ازدحام الصهاريج إلى البئر الوحيدة التي تغذي بالماء سكان مركز بني عمرو. من جهة أخرى، نفى عدد من أصحاب الصهاريج أن يكون الجشع هو سبب رفعهم لأسعار المياه، وأرجعوا ذلك إلى قلة ضخ المياه من بئر سد وادي عياش مما جعل دخلهم يقل بسبب طول وقت التعبئة وانقضاء اليوم وهم ينتظرون تعبئة صهاريجهم تحت الشيب الوحيد التابع لسد وادي عياش. وكشف وكيل مركز بني عمرو، والقائم بأعمال مدير المركز عبدالرحمن بن سعد الأحمري بأنه قد تقدم لديه عدد من المواطنين بشكوى مضمونها مبالغة بعض أصحاب الصهاريج في رفع أسعار المياه وبيعها على المواطنين بأسعار خيالية. وأضاف الأحمري بأن الشكوى أحيلت لجهة الاختصاص متضمنة ثلاثة بنود، أولها أخذ التعهدات على أصحاب الصهاريج بالالتزام بالتسعيرة المحددة، وثانيها تزويد أصحاب الصهاريج بالأسعار وذلك بوضع التسعيرة بحسب السعة، وثالثها تحذير أصحاب الصهاريج من مغبة تجاوز الأنظمة والتعليمات وأن من يخالفها سيكون عرضة للمساءلة.