اعتاد أهالي عرعر في منطقة الحدود الشمالية على تزيين موائدهم الرمضانية بالخبز الشمالي «العراقي»، لإعداد طبق الثريد المكون من اللحم والخضروات في وجبة الإفطار، وتشهد مخابز التنور المنتشرة في مختلف الأحياء وتتخصص في تحضير الخبز الشمالي مع دخول شهر رمضان ارتفاعا في نسبة الحركة الشرائية. يتميز الخبز الشمالي بنكهة خاصة تعود لطريقة إعداده بالبر والدقيق الخالص «الطحين» وعجنهما براحة اليد قبل إدخال العجين إلى التنور المبني من الأحجار. يقول علي سعيد مع دخول شهر رمضان تحرص الأسر على شراء الخبز الشمالي لتقديمه مع وجبات الإفطار طيلة أيام الشهر. وأضاف، يعرف الخبز الشمالي بعدة مسميات، فالبعض يطلقون عليه اسم الخبز العراقي أو الأفغاني، وقد ظهر في المنطقة قبل عشرات الأعوام. وأشار إلى أن الخبز العراقي لم يعد يحمل سوى الاسم فقط، خصوصا أن معظم العاملين في مخابز التنور هم عمالة آسيوية من أفغانستان وباكستان. أحمد خالد يقول لا تتزين مائدة رمضان ولا تكتمل إلا بوجود الخبز العراقي، الذي يدخل في إعداد الكثير من المأكولات الرمضانية الشهية لمذاقه الخاص ونكهته المميزة المستمدة من حجر التنور. وأضاف، لا يضاهي الخبز العراقي لدى الشماليين إلا خبز التنور العادي، وخبز الصاج الذي يتم إعداده بطريقة أسهل من خبز التنور، فهو يعتمد على وجود صاج?مصنوع من الحديد على شكل دائري توقده تحته النار بالحطب أو الغاز كما هو حاصل حاليا. وانتقد عدم معرفة الكثير من النساء الشماليات طرق إعداد الخبز الشمالي، خصوصا بعدما انخرطن في الحياة العصرية وأصبحن لا يخبزن، بل يفضلن شراء الخبز الجاهز من المخابز المنتشرة في مختلف الأنحاء بصورة كبيرة خلافا للسابق، حيث كانت النساء يتنافسن على إعداد الخبز الشمالي لأسرهن وضيوفهن، خاصة أنه في القدم كان من المعيب شراء الخبز من المخابز. وأشار سالم فايز إلى أن العديد من كبار السن في المنطقة لا يستسيغون الإفطار في رمضان إلا بوجود الخبز الشمالي على المائدة، خاصة أنهم اعتادوا أكله طيلة السنوات الماضية من منازلهم وليس من المخابز كما هو حاصل في هذه الأيام. وأضاف، في الماضي كان في داخل كل منزل فرن تنور لإعداد الخبز الشمالي خاصة أيام شهر رمضان لحرص الأهالي فيما مضى على إعداد الكثير من المأكولات الشعبية التي يدخل في صناعتها الخبز الشمالي.