لم ينتظر الشاب أحمد جار الله الغامدي، الحاصل على بكالوريوس اللغة العربية من جامعة أم القرى، قطار التوظيف، فمنذ البداية عرف أن درجته الجامعية غير كاملة الدسم، نظرا لأن تخصصه لم يعد مرغوبا في سوق العمل، ما جعله يبحث عن آفاق أخرى كاملة الدسم لإظهار مواهبه في الطبخ، وبعد ليال من التفكير وحسابات الأرباح والخسائر، حسم أمره ودشن (بوفيها) صغيرا على طريق الباحة العقيق، وعلق وثيقة التخرج على جدران البوفيه في مكان ظاهر للعيان. يقول الغامدي، وهو يستعيد رحلة البحث عن عمل من أقاصي ذاكرته، «حينما تخرجت في جامعة أم القرى في العام 1426ه، كان يحدوني الأمل في الحصول على وظيفة في حقل التعليم أو في أي موقع آخر، ولكن بمرور السنوات اكتشفت أن سيناريو انتظار الوظيفة سيطول، خصوصا أنني في كل عام كنت أتقدم بوثيقة تخرجي إلى وزارة الخدمة المدنية، وقبل أن أفكر في تدشين البوفيه عملت معلما في مدرسة خاصة لمدة سنتين، كما شغلت وظيفة محاضر في كلية العلوم الصحية في الباحة، وخلال هذه السنوات كنت أجلس لاختبار القياس من أجل الوظيفة التي ما زالت هاربة مني». وأضاف الغامدي أن جميع زملائه من خريجي اللغة العربية ما زالوا يجلسون على دكة الانتظار. وتابع أنه سعيد بالعمل في البوفيه، وكثيرا ما يقرأ نظرات الدهشة في عيون الزبائن وهم يطالعون وثيقة تخرجه وهي معلقة جوار رخصة المحل، موضحا أن أكثر زبائنه من الشباب، وأنه أصبح متمرسا وخبيرا في إعداد سندوتشات الكبدة واللحوم والبيض. ويستطرد أنه رغم شعوره بالرضا في عمله في البوفيه، إلا أنه ما زال يطارد الوظيفة ويتمنى أن يجد الوظيفة التي تناسب تخصصه بعيدا عن رائحة الطبخ والدسم.