فاجأ شاب سعودي، أسرته، التي انتظرت عودته من الولاياتالمتحدة الأميركية، حاملاً شهادة البكالوريوس في الهندسة، بأنه غير خططه، لدراسة فنون الطبخ. وظلت الأسرة، التي تحملت نفقات دراسة ابنها كاملة، في حيرة من أمرها، حتى استطاع إقناعهم بأنه يرى مستقبله في هذا المجال، الذي يحبه. فبعد خمس سنوات من الدراسة، عاد وسيم الخميري، حاملاً شهادة عليا في فنون الطبخ، وبسبب عدم توفر المبلغ الكافي لافتتاح مشروعه الخاص، ظل وسيم لسنوات، يبحث عن وظيفة في مطابخ الفنادق ومستشفيات وزارة الصحة. على رغم أن الراتب الذي كان يعرض عليه لا يتناسب مع مؤهله، حتى تمكن أخيراً، من افتتاح مشروعه الخاص، الذي حلم به. ويقول: «توجهت إلى أميركا لدراسة الهندسة، التي أمضيت فيها سنتين ونصف السنة. إلا أن أحد أصدقائي الغربيين، كان يحدثني كثيراً، عن دراسة الطبخ، حتى أحببتها، فغيرت تخصصي، بعد أن كنت أوشك على الانتهاء في دراسة الهندسة، على رغم تأكدي من رفض أسرتي وأقاربي». ولم يقتصر الرفض على محيطه الأسري والعائلي، ففي الشارع والمجالس التي يرتادها، كان يسمع «الهمس واللمز» على تخصصه، ومن بين التعليقات التي سمعها «من غير المعقول ان أرسل ابني إلى أميركا، لدراسة الطبخ على حسابي الخاص، إنه لعب بالأموال». ويقول: «وجدت قلة من المؤيدين، واعتراضات كثيرة، وبخاصة في محيطي الأسري. إلا أنني أدرت ظهري لكل ما سمعته من تعليقات، ولم أعرها أي أهمية، ويكفيني أنني برعت في مجال، قلة من أبناء بلدي فكروا في دخوله». واختار الخميري اسم «كان كون» لمطعمه الخاص، الذي افتتحه قبل ثلاثة أشهر. ويشير إلى أن دراسة الطبخ «لا تقتصر على أنواع الأطباق وأصنافها فقط، وإنما أدوات الطبخ، والسعرات الحرارية، والطعام الصحي، وطرق الطبخ للمرضى، ولكل مرض على حدة، مثل المصابين بالضغط على سبيل المثال. واكتشفت أن مجال الطبخ واسع جداً، ودرسته على مدى ثلاث سنوات، وهو مجال دراسي لا يُستهان فيه، ويمر فيه الطالب باختبارات عدة لتجاوز السنة الدراسية، أي انه كأي مجال تخصص يدرسه الطالب في الجامعات». وعن العاملين معه في المطعم، يقول الخميري: «انضم إلي أحد أصدقائي، على رغم أنه لم يدرس الطبخ، وإنما إدارة الأعمال. إلا أنه يحب هذا المجال، وهناك عمال آخرون. إلا أن عملهم لا يتعلق في الطبخ، وإعداد الطعام». وبعد مضي ثلاثة أشهر على افتتاح المطعم، يرى «إقبالاً جيداً، والكثير من الزبائن يؤكدون جودة الطعام، خصوصاً أنه بأيد سعودية». ووجه الخميري، عتباً إلى الأسرة السعودية، التي لها «دور كبير في تدليل أبنائها، فأصبحوا يستهينون في الكثير من المهن والحرف الشريفة، فالعمل لدى بعض الشباب يعني الحصول على مكتب مكيف، وراتب كبير منذ بداية العمل. وإلا لن يقبل في الوظيفة، وهذا المفهوم تم ترسيخه، على رغم أن العمل لا يعيب صاحبه، طالما انه شريف». وعن أنواع الأطباق التي يعدها في مطعمه الخاص، قال: «نقدم الأطباق الغربية، فالبلد تعج بالمطابخ التي تقدم الأطباق الشرقية. وأردت أن أقدم شيئاً فريداً ومختلفاً عما هو موجود، واعتقد أنني نجحت في ذلك».