يهيمون في الشوارع يتجولون حتى ساعات متأخرة من الليل، في أيديهم أعداد من «المناشف» أو علب «اللبان»، أو بضائع صغيرة أخرى تحتمل أيديهم الصغيرة حملها. أطفال من جنسيات مختلفة، يقضون ساعات الليل في الشوارع وإلى جوانب المراكز التجارية والإشارات المرورية، يستجدون قائدي السيارات والعابرين لشراء ما بحوزتهم من «أشياء» للبيع. وفي غمرة ذلك ربما يصادفون من لا يتطلعون إلى شراء بضائع أو مشتريات، بل إلى ما هو أكثر من ذلك، لأن ضعاف النفوس مايزالون موجودين، سألت إحداهن تجريبيا: هل يمكنك أن تأتي معي إلى منزلي؟ أجابت: لا، إلا إذا أعطيتني مالا! قلت: وكم تريدين؟ أجابت أيضا: أريد فقط عباءة وملابس، أحضريها لي غدا عند الخامسة عصرا، وسأذهب معك حيث تريدين. هكذا وبكل بساطة أبدت لي تلك الطفلة التي لم تتجاوز الرابعة عشرة أنها على استعداد لمرافقتي مهما كان السبب الذي سأصطحبها معي من أجله! بحثت في أسباب انتشار هؤلاء الأطفال في الشوارع. إحداهن قالت: «يرسلنا ذوونا لجلب المال، وإذا لم نحصل على المال المطلوب وأبيع كل ما بحوزتي فإن والدي يعاقبني عقابا شديدا». وأوضحت طفلة أخرى يقترب عمرها من سبع سنوات «أخرج من البيت الذي يتواجد فيه أكثر من 20 شخصا في الثانية بعد منتصف الليل للبحث عن لقمة عيشي، لأنني إذا لم أعمل فإنه لايمكنني أن آكل أو أعيش».. ولا يقتصر هذا الحال على الفتيات فقط، فهذا فتى يعبر السن الرابعة عشرة من عمره قال لي: «كثيرا ما نتعرض لمضايقات من عابري الطريق خصوصا من الشباب المراهقين، وعدد من النساء والرجال يعرضون علينا مبالغ كبيرة أحيانا لمرافقتهم، وأضاف: «هناك امرأة ربما يتجاوز عمرها ال 60 عاما تأتيني في هذا الموقع بين فترة وأخرى وتطلب مني مرافقتها، ولكنني تخوفت منها ورفضت طلبها مرارا!».