وأروع ما في هذه السلسلة تواصلكم وتذكيركم لي ,وتتسع الذاكرة بتذكير الأخوة الأفاضل وإستحثاث الفكر والذاكرة: فأتذكر عائلة الهبدان وابنائهم الذين نسميهم بأسماء اخرى مثل الهبدان النافع , وزاملني منهم ابراهيم النافع الهبدان ذو الصوت الجهوري , ومنهم الشيخ صالح المحمد الهبدان ومحمد العبدالله ومحمد السليمان ومنهم عائلة الهبدان النقش ومنهم سليمان وصالح السليمان وابراهيم ويوسف , وعائلة الخالد ومنهم بطل الكاراتيه حمد الخالد وكذلك حماسة الخالد (اللي يحب المعايير ) وعائلة اللهيب ,, وكذلك اتذكر عائلة القناص وابنائهم سليمان (وكيل امارة الرياض حالياً ) وابراهيم لاعب الكاراتيه بنادي الهلال والمنتخب السعودي , وفهد , وابناء عمومتهم , (القناص عائلتين , ) , واذكر العريض وابنائهم صالح صاحب الكاراتية ثم قناة مواهب وأفكار واخوه الأكبر محمد واشقاؤه الدكتور ابراهيم الأستاذ بجامعة الملك سعود وخالد ,,, واتذكر الحجيلان والمهنا والمحيسني والشقير (علي وعبدالرحمن ) وخالد, والصقر (كان اسمهم المناور ) والهلال (ابو هلال الله يرحمه )والبلال والضويان والغلث والحنايا والملاحي والمزيني والقيضي والرداحي والشيباني .وعائلة اللهيدي (يسمونهم القطان )لأن والدهم يبيع بالقطنيات (الوسائد والمطارح)وكانو من قدامى الحي ومؤسسي حلة القصمان, وأتذكر البابطين وابنهم خالد والجارالله والثويني والاحيدب ,والغيلان والعبيد والخضير والمتعب والقشعم والسحيباني رجل الهيئة الشديد على الباطل ( وياما شقق لنا من كور (الصبة ) بسبب لعبنا بالشارع وقت الصلاة (لم نكن نترك الصلاة ولكن نلعب حتى الإقامة ثم ندخل المسجد , والأحمد والدخيل والعرفج ودغيم والغنيم والخربوش والخرينق (وقد تسب نزع ملكية الشارع الجديد الذي ينطلق من كوبري البطحاء متجهاَ شرقاً الى دويرة الخرج شرخاً في حلة القصمان وعزل الحي الى حارتين متعاديتين لاحقاً ,(بالمضاربات بين الشباب )واصبح التنقل بينهما اصعب وصار الجزء الشمالي (ثليم ) والجنوبي الملتصق بسوق حلة القصمان والدكاكين . وأتذكر من الجيران الأعزاء عائلة الشيخ الفاضل الحنون ذو القلب الرحيم صالح العثيم يرحمه الله , وابنائه محمد يرحمه الله وثم عبدالله وعبدالعزيز واحمد وسليمان ...وبقيتهم ,, وقد جاورونا مرتين في حلة القصمان القديمة لمدة سبع سنوات قبل نزع الملكية في عام 1388 ثم في الملز مرة اخرى وهو ما سمي ملز القصمان فيما بعد وهو امتداد شارع صيته نحو الشرق ( وسيأتي تفاصيله لاحقاً حين الحديث عن رحيل القصمان من حلة القصمان وتفرقهم بعد طفرة عام 1398 هجرية الى عدة احيا بالرياض كالملز والخالدية) وكنا نستمتع ونحن اطفال بالهروب من المنزل ظهراً بعد نوم الأباء بعد ان إنكسر حاجز حمار القايلة – او حصان القايلة الوهمي الذي كانو يخوفننا منه ,(كان الأباء يقولون لنا: إذا خرجت من البيت بعد صلاة الظهر يأتي حمار القايلة او حصان القايلة ويأكلك , لتخويفنا ومنعنا من الخروج بين الظهر والعصر لأنه وقت نوم وراحة وتخلو الشوارع ويكون مخيف وغير آمن ) , وكانت المتعة بالتمرد على الوالدين !! والعناد عند خروجنا من المنزل بين الظهر والعصر بالدوران حول أزيار اليوسف , او مشاهدة بعض الأولاد وهم يلعبون الورق و(العكوس: صور ابطال الكاوبوي مثل هوص وآدم وروي روجرز,) او لعب المصاقيل (وهي البراجون وهي كرة زجاجية صغيرة ندفعها بالأصبعبن لتقع داخل حفرة , ..) او التجول بين المحلات المغلقة وأذكر انه في احد الأيام رأينا عبدالله الصالح العثيم (رجل الأعمال العصامي المعروف حالياً وكان وقتها شاباً لم يصل العشرين) هو والعمال اليمنيين وهم يقومون بتنزيل بضاعة المواد الغذائية في دكان والده صالح العثيم بين الظهر والعصر , وينزلون البضاعة كاملة من على ظهر التريلة الناقلة وهم يتنافسون ويغنون الأغاني العدنية واليمانية التشجيعية بينهم ويتقاذفون بعض الكراتين بطريقة إحترافية (اربعة شلو الجمل والجمل ماشّلهم ) , فيقومون بإنزال حمولة تريلة كاملة في دكان العثيم للمواد الغذائية بين صلاتي الظهر والعصر قبل إزدحام السوق , لأن السوق شبه مغلق بين الظهر والعصر , وكان الأخ عبدالله العثيم يقوم بتشجيع العمال اليمنيين حينما يتكاسلون او يرهقون بشراء علب الكولا لهم والتضاحك معهم وإستحثاثهم وكان يشاركهم بنفسه في ذلك الجهد (التحميل او تنزيل البضاعة), ونحن صغاراً نتفرج على ذلك المنظر المدهش , وقد نحضى بسقوط كرتون أو إنفتاح كيس فتنتثر محتوياته فيقوم عبدالله العثيم بتوزيعه على الأطفال الحاضرين فيحملونه في حجورهم (وسط الثوب ( ثم ينطلقون لبيوتهم,,) وأحياناً يرسلنا عبدالله العثيم لجلب الماء او الكولا مع مكافأة مجزية لمن يقوم بذلك من الأطفال .وأذكر ان احد الأطفال كان من نصيبه علبة بازلاء , فلحقنا به وفتحنا العلبة ولم نعرف محتواها وأحترنا ماذا نفعل بها ؟ هل هي تطبخ او تؤكل هكذا لأنه لم يكن البازلاء مشتهراً آنذاك , وحسم الأمر بالإتجاه نحو بيت ابو شكيم وهو من المعلمين الذين قدمو من الشام ويسكن قريباً منا وخرج إلينا ابنه ماهر وأخبرنا ماهي البازلاء وأنها من انواع الخضار ويتم طبخها بالماء ورغم ذلك لم نقتنع بها ولم نستسغ الطعم. ومن الجيران الأعزاء ابناء الشلاش ( ملاك دار الأركان حالياً )(ابو شلاش تحدث عنه الأخوة ودكانه المشهور ) و ابناء حمود الحوشان( ابراهيم يرحمه الله وحمد وعبدالرحمن وفهد ويوسف ... وهم لا يزالون أوفياء للجيرة والصداقة ووالدتهم الغالية ( جبهانه ) يرحمها الله وما تقوم به من تشجيع لنا وحنان وعطف منقطع النظير ولا يستغرب ذلك , فالأمهات عموماً في حلة القصمان كلهن كأنهن أمهاتنا وكثيراً ما ترضع احداهن بعض اولاد الجيران ,والإرضاع منتشر آنذاك وتجد من ترضع ثلاثة او اربعة من ابناء جيراننا , ونحب الأمهات ونعتبرهن امهاتنا فندخل البيوت ونتناول بعض الأكل ونفتعل بعض القصص والمطالب لكي نبرر دخولنا على بيوتهن عندما نشم رائحة الطبخ او القرصان ونفتعل بعض الأشياء مثل : تسلم عليك امي واقول عندك ابرة ؟ او عندك ملح ؟أو ليش نسيتو نعالكم عندنا ؟؟ اوما يشابه ذلك فتفهم تلك الخالة الغرض فتقول : تعال ياوليدي وخذ لك هالقرص (من القرصان ) او خذ هالخبزة وخذ الأبرة مع القرص او الخبزة, ولا تسمع منهن سوى: يا " جنيني " وهي كلمة تدل على الحنان مأخوذة من الجنين في بطن امه , , وكلمة يا وليدي , ويا حبيب قلبي, سلم لي على امك وقلها هذا من فلانة. وقل لها لاتنسوننا من الكليجا اللي جاكم من القصيم امس ))) وكان الجميع يتواصولن وكل يهدي للآخر مما لديه ( يطعم جيرانه ) أي يهدي إليهم بعض مما استطاع شراؤه سواء اللحم او الخضار أو حتى المأكولات مثل الجريش والقرصان والمرقوق فيتم غرف كمية مناسبة ووضعها في قدر صغير ثم ترسلنا الوالدة لإهدائها للجيران , و لاننسى رمضان ولياليه الجميلة وسهراته ومأكولاته البديعة , فتشم رائحة الأكل الشهي في كافة انحاء الحارة (رائحة الكشنة والمرقوق والمطازيز والجريش ), وفي رمضان وقبيل الإفطار يتم تبادل تلك المأكولات بين الجيران بصورة ملفتة للنظر , فتجدنا نسرع لإيصال إناء اللقيمات للجيران لكي يعيدون إناءنا وبه شيء آخر من المأكولات , وغالباً ما تقول لك سيدة المنزل : اصبر شوي يا وليدي اعيد لك الإناء ( وبالطبع لا يمكن ان يعاد الإناء فارغ بل يضعون فيه ما تبدع به بناتهم من مأكولات رمضانية او حتى في غير رمضان , سمبوسة او لقيمات او شوي جريش, او مرقوق , او حتى خبز بر من مخبوزات البيت , ولا انسى اننا مرة جائتنا بنت صغيرة من جيراننا اهل الزلفي ومعها اناء وقالت تقول امي خذ هالقبابيط معك لأمك ولم نعرف ماهي القبابيط فضحكنا عليها وخجلت وهربت ورمت الإناء على الأرض وذهبنا نكتشف ما هي القبابيط ( وبالتالي اكتشفنا انها المطازيز ) لم يكن الماء متوفراً وكان هناك صعوبة شديدة في الحصول عليه , وكان هناك تمديدات ومواسير تدخل بعض البيوت او كل البيوت ولكن الماء لا يأتي من تلك المواسير إلا مرة بالشهر؟ او مرتين بالشهر , وبقية الايام نقوم بما يسمى التروية ,( جلب الماء ) وهي جلب الماء من حنفية كبيرة للماء أنشأتها البلدية في وسط الحلة وتشبه ما نراه بالأفلام في بعض القرى الهندية والأفريقية حيث يتجمع الناس للحصول على الماء كلما جاء موعد تدفق الماء , وكانت هذه الحنفية الحكومية بجوار بقالة العم عبدالقادر وغالباً ما تكون بدون ماء , وإذا انقطع الماء من بيوتنا نذهب الى بيوت الجيران الذين لديهم خزان اكبر , او نقوم بجلب الماء من وايتات البلدية التي تتكرم علينا مرة كل يومين او ثلاثة بعد إشتداد العطش ونقص الماء , فنصطف جميعنا وكل واحد منا يحمل الوعاء الذي يستطيع حمله إذا امتلأ بالماء ,وغالباً ما تحدث مضاربات بين المنتظرين لقدوم الماء بسبب تقدم احدهم على الآخرين في الدوراو خط الإنتظار او ((يسمى شعبياً: السرى , أو الزام )) وغالباً ما نحمل الماء بواسطة القدور والأوعية التي نستطيع حملها سواء من البلاستيك او من المعدن (سطل) او أي شيء يمكن حمله وتعبئته بالماء ثم ننقله للبيوت ونقوم بتخزينه في توانكي كبيرة او براميل شبيهة ببراميل الزيت الكبيرة او براميل الكيروسين, , وقد يتحول لون الماء إلى لون احمر بسبب الصدأ وبالتحديد حينما يتوقف تدفق الماء من المواسير لعدة ايام فتصدأ تلك المواسير ( الأنابيب ) ثم يأتي الماء ويجلب معه صدأ الحديد ذو اللون الأحمر , ومن الطرائف انه حصل في احد الأيام ان جاء الماء عبر مواسير او انابيب البلدية , مما جعل الماء يأتي أحمراً عبر الصنبور بسبب الصدأ فصرخت اركض لوالدتي وانا اقول :" يمه بزبوزنا يصب دم" .... " بزبوزنا يصب دم " المقصود بالبزبوز باللهجة القصيمية الصنبور او الحنفيه ,, , , وفي البيوت يتم تخزين الماء في براميل او توانكي نرى فيها الصدأ والعلق(العلق هو جمع علقة وهي يرقات حشرية التي تفقس من بيوض البعوض ) وكل انواع التلوّث سواء الكيميائي بالصدأ او الميكروبي ,,, كان الجميع في حلة القصمان من الصغار والكبار جادين ويعملون بجد وإجتهاد, ولا تجد الكسول, فمع أذان الفجر بصوت رخيم من مسجد الغماس او مسجد عمر الظاهر ,يصل صوت الأذان للجميع لأن الجميع ينامون في السطوح , ولا يوجد ما يشوّش او يضيّع سماع الأذان, فلا توجد مكيفات مزعجة ولا سيارات وأبواق , فالهدؤ يخيم على المكان, فينهض النساء والأطفال والرجال مع الأذان , ويتجه الأباء والأولاد للصلاة في المسجد ,ويصلي النساء والبنات في البيوت, وبعد العودة من المسجد يتم تقسيم العمل, فالأبن فلان يذهب للخباز لإحضار الخبز,والبنت فلانه تقوم بتجهيز القهوة والإفطار,(وهناك شلل من الأطفال والكبار يجتمعون حول المقبرة للعب الكرة بعد الفجر بالأخص في رمضان , ويشعلون النار للتدفئة ) وفي الصيف او وقت الدراسة في الشتاء نجلس في فترة الإفطارحول المائدة او موقد النار نتضاحك وندير الأحاديث بنشاط ,ولا يقطعها سوى صوت جهوري قاسي وشديد لأبي متروك بائع النعناع والكراث ( نعناع .... كراث .... نعناع ... كراث ,,, )وقد يكون ابو متروك قد ادخل النعناع مع تجارة الكراث لكي لا يعاب عليه بيع الكراث , فنخرج جميعاً لرؤية المشهد , فأبي متروك يجر عربة خشبية مسطّحة الشكل وعليها أكوام من النعناع والكراث وبعض الخضار والفلفل والليمون حسب حمولة تلك العربة وقدرته على دفعها , وإليكم المنظر الرائع , فهذه ام ابراهيم تشتري الكراث إستعداداً لإجتماع نساء حلة القصمان عندها بالبيت بعدما يتفرق الأطفال نحو مدارسهم , وذاك ابو صالح يشتري بعض الخضار من تلك العربة واما ابو سليمان فيشتري ثم يطلب من ابو متروك فحص الأبناء وعلاجهم, وكان ابو متروك يرحمه الله طبيباً شعبياً أيضاً , فهو يداوي ويصف بعض الأدوية , وكان قد إشتهر في تلك الفترة مرض جلدي نسميه الحزاة , وقد علمت فيما بعد انه مرض فطري جلدي يشبه البهاق ولكنه يتقرح ويسبب جروح وتقشر جلدي , وكان ابو متروك يداوي تلك القروح ( الحزاة ) برسم دائرة على الحزاة من قلم ملوّن يحمله ويحكم رسم الدائرة او الحلقة حتى يحاصر الحزاة داخل تلك الدائرة ثم يقوم بكتابة بعض الأيات داخل تلك الدائرة بنفس القلم والذي علمت فيما بعد ( بعد دراسة منهج ومادة الفطريات والأمراض الجلدية )انه قد يكون قلم طبي يطلق مادة اليود !!! واليود لا يزال حتى الآن علاج فعال ضد الفطريات الجلدية , فمن عّلم ابو متروك ؟ ومن اين اتى بذلك القلم الطبي الذي قد يكون معبأ باليود ؟؟؟أم أنه الحبر العادي ؟ ولكنه سام على الفطريات الجلدية ؟؟؟ وكانت طريقته ناجحة , فترى الأطفال قد أصطفوا حينما يدخل ابو متروك الحلة عارضين ايديهم المتقرحة او ارجلهم او اعضاء اخرى , وقد يدخل لبعض البيوت لمعالجة بعض البنات , وبعد عدة ايام تبرأ تلك القروح الفطرية ,, وكان يطلب ممن رسم على يده ان لا يلمس الماء ولا يغسلها حتى تشفى, ,,, ومن المعالجين الشعبيين الصمعاني ( وهو لايزال على قيد الحياة ولكنه كبير جداً بالسن ) ويقوم ابنه ناصر الصمعاني الآن بالتطبيب بنفس الطريقة , وهي الطب بالكي ,, والفوال ابودحدح ايضاً كان رجلاً زاهداً ويقرأ الرقية الشرعية على الناس مجاناً وكان مباركاً وشفي على يديه الكثير من الناس ,, وبعد ان تم هدم الحارة التي اشتهر بها كفوال تفرغ للزهد والرقية وإحتساب الأجر للقرآءة على الناس لم يكن هناك أي تكييف او مكيفات سوى المراوح السقفية , وكنا من شدة الحر بالصيف ظهراً نقوم بترطيب الشراشف بالماء ثم نلفها على أجسادنا ثم ننام تحت المراوح ,وفي المساء قبيل الغروب نصعد جميعاً للأسطح ( سطح المنزل ونسميه باللهجة القصيمية " الطاية " ) ونقوم برش ارضيات وجدران الأسطح بالماء لكي تكتسب البرودة , ولا يزال في أنفي رائحة الطين حينما يمتزج بالماء قبل الغروب , ثم نقوم بعدها بنصف ساعة بفرش الفرش التي تكون قد تم لفها صباحاُ من نفس المكان ووضعها في غرفة بالسطح او تحت المعشاش ( او العشة ) وهي سقف من الخشب او الشينكو في طرف السطح ,وأحياناً يكون السطح مقّسم الى عدة اقسام , وننام مبكراً بعد صلاة العشاء مباشرة , وقد نتأخر إذا اتانا ضيف او نتسامر ونستمع للقصص والسواليف المخيفة من روايات و أساطير شعبية ,ونسمع ونحن بالسطح كل ما يجري بالحي من اصوات وأضوات القطط والكلاب في المقبرة المجاورة او اسفل الحي حيث تتجمع القمامة , ووألاصوات واضحة وهادئة بحيث انه لا يوجد مكيفات ولا سيارات ولا إزعاج فإننا لا نسمع سوى صوت التلفاز الوحيد في الحي في سطح بيت الفضل , وغالباً ما نسمع قرقعة قوارير الكولا وبعض الأشخاص يحملها إلى منزله للإستمتاع بشرب الكولا اثناء السهر في تلك الأسطح , فنركض نحو الكوّة او ( الدريشة ) وهي النافذة لكي نرى من هم المحظوظين لهذا اليوم الذين يشترون الكولا وقد نشتري نحن الكولا ولكن في مناسبات قليلة وتكثر هذه العادة الليلية الصيفية لشراء الكولا حينما يزورنا العم صالح قادماً من القصيم لشراء بضائع من مواد البناء(حيث كان له محل مواد بناء في شارع الصناعة ببريده حتى وقت قريب ) وكان يهدي لنا الكولا فنسهر عليها عند قدومه ويعطينا اخبار القصيم والجدة حصة ... فأرتبطت زجاجات الكولا بقدوم العم صالح ,, أونشتريها بالقطة (أي كل واحد يدفع جزء من القيمة ) ينام عندنا بعض الضيوف القادمين من القصيم او قصمان يأتون من احياء اخرى (كالشميسي ومنفوحة حيث كان بها قلة من اقاربنا من اهل القصيم ),فيكون الإحتفال بشراء البيبسي والكولا والسهر فوق الأسطح الهادئة وتداول السواليف ,,, والأسطح لها مذاق خاص قبل هجوم المكيفات عليها وعلى البيئة العامة, ففيها البرد القارس حتى في الصيف الشديد حيث نلجأ أحيناً للإغطية بسبب البرد , وقد قال الشاعر عن ليالي صيف نجد (( ألم ترى ان الليل يقصر طوله ::::::: بنجد وتزداد الرياح به برداً ؟؟))) فكان السطح والبرد متلازمين حتى في الصيف , ولا شيء الذ من تقطيع الحبحب (الجح ) فوق السطوح والسمر بتناول الحبحب ثم النوم ,,, وغالباً ما يكون السطح اقسام مفصولة ,(يتبع ) د- فهد الخضيري لمشاهدة الحلقة الأولى .. اضغط هنا http://www.burnews.com/articles.php?action=show&id=4856 لمشاهدة الحلقة الثانية .. اضغط هنا. http://www.burnews.com/articles.php?action=show&id=4893