تحدثت بالأمس عن غياب وزارة الشؤون الاجتماعية والجمعيات الخيرية، عن هموم الأطفال الفقراء والمشردين الذين صاروا علامة من علامات شوارعنا وأسواقنا. فإذا كان الطفل يعمل في سوق الخضار بالرياض عتالاً يحمل أغراض المتسوقين الثقيلة إلى سياراتهم، مقابل بضعة ريالات، فإن الطفلة تبيع المناشف الرخيصة لمرتادي كورنيش جدة، ويصل الحد بهؤلاء البريئات إلى الموافقة على الذهاب مع الراغبين للعمل في بيوتهم أو في أي مكان يرغبونه، حسب ما ورد في جريدة عكاظ. وأكيد أن الذين أتيح لهم الاطلاع على هذا التقرير، صدموا لصور هؤلاء الفتيات البريئات اللواتي لا شك أنهن سيتعرضن لكوارث من ضعاف النفوس، ثم بعد ذلك سنقول بأن مجتمعنا مليء بالذئاب البشرية! إنني أعود لأقول إن شوارعنا، بكل من يهيم بها من أطفال وعجائز ونساء، هي مسؤولية وزارة الشؤون الاجتماعية والجمعيات الخيرية. فإذا كانت لديهم برامج «يا حلوها ويا زينها»، وهي منشورة في الصحف، فإن هناك برامج أهم وأكثر حيوية، فإيجاد مأوى ومأكل ومشرب لهؤلاء المتشردين والفقراء، يجب أن يكون البرنامج الأول اجتماعياً. فإذا لم يجد الطفل العامل في سوق الخضار متسوقاً يحمل له مشترياته، فماذا سيفعل؟! وإن لم تجد الطفلة الهائمة في الكورنيش مشتريًا لمناشفها، فماذا ستفعل؟! لن أترك الأمر لمخيلتكم، بل لواقعكم. فهؤلاء سيدخلون في دائرة الجريمة، وأكيد لن يدخلوا وحدهم!