على الرغم من انتشار مجموعة من العلماء والدعاة السعوديين على مواقع الشبكة العنكبوتية، إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي شهدت إقبالا كبيرا لمجموعة منهم، سواء كأعضاء أو كأصحاب صفحات ومجموعات شخصية، وهو ما يلقى اهتماما لافتا من الراغبين بالتواصل معهم، للتعليق على آرائهم أو الاستفسار عن بعض المسائل الشرعية وطلب «الفتاوى الفيسبوكية والتويترية»، وأحيانا لإلقاء التحية عليهم فقط. تتمثل معظم استخدامات الدعاة ل«فيس بوك» في نشر روابط لحوارات معهم أو التقارير والأخبار التي تناولتهم، فيما لا يجد بعضهم حرجا من استثمار نافذة التواصل الإلكتروني لطلب اقتراحات وآراء «الأصدقاء الفيسبوكيين» حول أحد البرامج وتبادل الأفكار الدعوية، وأحيانا التعليق على الأحداث العامة برؤية شرعية، وربما الاكتفاء بتدوين المواعظ والآيات والأحاديث الشريفة. ولعل من أشهر الموجودين على صفحات «فيس بوك» أو «تويتر» من الدعاة، الدكتور سلمان العودة، الذي كتب عبر صفحته في موقع «فيس بوك»: البعض ينظر إلى الإنترنت على أنه مزبلة للكتاب؛ بل بعضهم حرم الدخول على «فيسبوك»، وهذا خطأ ضخم، وأنا أعتبر أن القول بالتحريم زلة، ولا بد من تحفيز الناس على المشاركة الفاعلة فيه بدلا من تركه حكرا للمشاركة السلبية، «فيس بوك» مثل أي عالم إذا حرمته فحرم قراءة الكتب، وحرم دخول المكتبات، وحرم التعاطي مع وسائل الإعلام المختلفة. فيه مدونات ضخمة، وفيه مواقع، وفيه استفادة، وفيه حركة جادة، وأظن أن ملاحقة الأشياء بالتحريم خطأ استراتيجي نرتكبه. وقد وجه الدكتور العودة رسالة لزواره على الصفحة يطلب منهم التواصل بأي فكرة وطرح الآراء المخالفة وقول ما يريدون دون تردد، وتعتبر صفحته من الصفحات المتابعة. ومن آخر ما كتبه الدكتور سلمان العودة «حينما يقيم الإنسان تجربة من التجارب يجب أن يكون عنده اتزان في تقييم هذه التجارب وألا يحاكمها إلى صورة مثالية في ذهنه يعتقد أنه يجب أن تتحقق، بينما ظروف الواقع والممانعة والعقبات والتحولات ربما لا تسمح بكثير من ذلك». أما الداعية الدكتور عوض القرني فله العديد من الصفحات على «فيس بوك» وفي إحدى صفحاته علق على أحوال بعض وسائل الإعلام والإعلاميين «لا بد أن تكون وسائل الإعلام والإعلاميون والمثقفون نقطة مضيئة في ليل أمتنا الطويل في هذا القرن، وأن يكونوا روادا، والرائد لا يكذب أهله» كما أن الدكتور سعد البريك الذي تجاوز صفحته الحد المسموح به لذلك اضطر للاعتذار عن قبول أعضاء أو أصدقاء جدد، والمتصفح لصفحة البريك يجد أنها تضمنت الكثير من مقاطع الفيديو لبرنامجه «فيض الخاطر»، كما أنها لا تخلو من النصح والإرشاد والتوجيه، ومما ذكره البريك على صفحته «سئل الشيخ الشنقيطي بماذا تنصحني لاستقبال مواسم الطاعات؟ فقال: خير ما تستقبل به مواسم الطاعات (كثرة الاستغفار) لأن ذنوب العبد تحرمه التوفيق». ولا تختلف صفحة الداعية عائض القرني عن باقي صفحات الدعاة والعلماء، لكنه يستهل الكتابة على صفحته بما أسماه آية اليوم من (رحلة التدبر)، فيذكر آية ويقوم بعرض سؤال أو أكثر عليها، ويترك الإجابة والتعليق لأعضاء صفحته، ثم يقوم بعد ذلك بإجابة ما طرحته الآية من أسئلة. وكان المفتي العام رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، قد حث خطباء المساجد على التكيف مع وسائل العصر الحديث في نشر خطبهم وأفكارهم، والاستفادة من هذه الوسائل الحديثة كالانترنت و«الفيس بوك» في هذا السياق.