يقول إخواننا المصريون إن شخصا اسمه عبده، مهنته إصلاح الساعات، أراد أن ينشر نعيا لابنه في صفحة الوفيات فطلبت منه الصحيفة صيغة النعي فكتب على ورقة صغيرة «عبده الساعاتي ينعى ولده» لكن محرر الصفحة أفاده أن الجملة أصغر كثيرا من المساحة المخصصة للنعي التي سيدفع قيمتها، ونصحه باستغلالها بإضافة جملة أخرى، وبعد تفكير قال له:- اكتب عندك:- عبده الساعاتي ينعى ولده، ويصلح ساعات.. وهكذا أضاف دعاية لنفسه من خلال النعي، وحقق هدفين بجملة واحدة.. تذكرت هذه النكتة وأنا أقرأ إعلانا يحتل صفحة كاملة لإحدى مؤسساتنا الوطنية الضخمة المتخصصة في إنتاج سلعة غذائية أساسية، تشكر فيه خادم الحرمين الشريفين على أمره الكريم بزيادة دعم الأعلاف بنسبة 50 % عما هو معمول به، وبعد شكر من يستحق الشكر بدأت المؤسسة تعزف على أوتار الدعاية لها وتدق طبول المديح لوطنيتها وأمانتها وإخلاصها في خدمة المواطن وثنائها على قناعتها باليسير من الربح ومخافتها لله ومراعاته في تعاملها، وبعد هذه الزفة من المديح للنفس تبشرنا المؤسسة أن هلال رمضان سيكون خيرا وبركة علينا لأنها ستعلن عن أسعارها الجديدة المخفضة.. بالله عليكم هل يمكننا أن نصدق مؤسسة تجارية تقول إنها سوف توظف كل هللة من إعانة الدولة لصالح المستهلك وليس لجيب المنتج؟؟ وإن المستهلك ورخاء المجتمع فوق أي اعتبار تجاري، وأن المواطن هو هاجسها الأول، ورخاءه حلمها الذي تسعى إليه دائما؟؟.. هل هناك مثالية سمعتم عنها عبر التاريخ المحلي كهذه المثالية؟؟.. نقول لهذه المؤسسة، وكل المؤسسات التي ستقتدي بأخينا عبده الساعاتي في إعلانه، لا نريد منكم أكثر من أن تكفونا من أقوالكم التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.. مخافة الله، والضمير والوطنية والأخلاق الإنسانية تتضح في التعامل وليس في الإعلانات التي تتسول الثناء من المسؤولين والفوز بمغانم مستقبلية.. لا نريدكم أن تخفضوا الأسعار قرشا وتأخذوا مقابله ريالا بوسائلكم الجهنمية.. وفي النهاية :- هل تعتقدون أن أحدا سيصدقكم؟؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة