في وقت واصل النظام السوري حملته لقمع الاحتجاجات المطالبة بإسقاطه وهدد بتقييد حركة السفيرين الأمريكي والفرنسي، اتهمت المعارضة الرئيس بشار الأسد بالسعي لإذكاء الصراع الطائفي في البلاد. وأفاد سكان بأن قوات يقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس طوقت ضاحية حرستا بالعاصمة دمشق أمس في حملة تستهدف المراكز الرئيسية بالمدن التي تشهد احتجاجات يومية. وقال أحد سكان الضاحية التي تسكنها أغلبية محافظة إن مئات من قوات الفرقة الرابعة طوقت مداخل حرستا وقطعوا خدمات المياه والكهرباء والهواتف عن الضاحية، مشيرا الى أنهم يرتدون زيا قتاليا من خوذات وأحزمة ذخيرة ويحملون بنادق. كما قامت قوات الأمن فجر أمس بعملية واسعة في دوما على بعد 15 كلم الى شمال العاصمة، واعتقلت عددا من الأشخاص وقطعت الاتصالات الهاتفية، بحسب ما كتبه ناشطون على صفحتهم على موقع فيسبوك «الثورة السورية 2011». ويظهر شريط فيديو على نفس الصفحة متظاهرين يطالبون بإسقاط النظام بعد صلاة ظهر أمس أمام المسجد الكبير في وسط دوما. وفي حمص أفاد سكان أن القوات السورية وبعض الفئات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد قتلوا 16 شخصا في هجمات بالمدينة. وذكرت لجنة التنسيق المحلية (مجموعة من النشطاء) أن بين القتلى عشرة مشيعين كانوا يشاركون في جنازة عشرة أشخاص آخرين قتلتهم قوات الأمن الاثنين الماضي. وقال أحد المشيعين: «لم نتمكن من دفن شهدائنا في المقبرة الرئيسية بالمدينة لذا ذهبنا الى مقبرة أصغر، بالقرب من المسجد.. وعندها بدأ رجال مسلحون بإطلاق النار علينا من سياراتهم». وأضاف أن الجثث نقلت الى مسجد خالد بن الوليد في شرق منطقة الخالدية في المدينة. وأفاد رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم الريحاوي ان قوات الأمن اقتحمت منزل زعيم حزب الشعب الديمقراطي جورج صبرا في بلدة قطنا (قرب دمشق) الساعة الثانية فجر أمس واقتادته إلى جهة غير معلومة. كما اعتقلت فجر أمس كذلك المحامي المعارض جمال الطحان من منزله في حلب. ومن جانبها اتهمت المعارضة الرئيس بشار بالسعي لإثارة الصراع الطائفي لمنع الاحتجاجات الحاشدة من إقامة ديمقراطية تحترم حقوق كل الجماعات والهويات. وقال عماد الدين الرشيد عضو مؤتمر الخلاص الوطني المعارض في مؤتمر صحافي في اسطنبول إن السوريين لن يكرروا الأخطاء التي ارتكبت في العراق حيث اندلع القتال بين السنة والشيعة بعد سقوط صدام حسين، مشددا على أن كل السوريين ملتزمون بوحدة الأمة السورية ولن يتبنوا أي نهج طائفي أو عرقي. ومن جانبه حذر وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس سفيري الولاياتالمتحدة وفرنسا من التجول خارج دمشق من دون إذن رسمي. وقال المعلم «إذا استمرت هذه المخالفة سنفرض إجراء وهو منع التجول في محيط يزيد على 25 كلم». وتابع «أرجو ألا نضطر إلى هذا الإجراء». وكان السفيران الأمريكي روبرت فورد والفرنسي اريك شوفالييه زارا في وقت سابق هذ الشهر مدينة حماة التي تبعد 210 كلم شمال دمشق وتشهد تظاهرات حاشدة ضد النظام.