عاد إيقاع الحياة إلى قرى الحرث والبلدات المجاورة لها بعد رجوع النازحين، غير أن عودة الحياة إلى القرى الحدودية لم ينعش ردهات وساحات سوق الخوبة الأسبوعي (سوق الخميس)، فظلت خالية من الباعة ومفاصلات المشترين، وكان هذا السوق من أكثر الأسواق شهرة في المنطقة. في الوقت الذي عادت فيه الحياة إلى قرى الحرث والقرى المجاورة، على المستوى المحلي والدولي، حيث اشتهر السوق بعرض العديد من البضائع النادرة كالأدوات الشعبية القديمة مثل الخناجر والسيوف والحرف اليدوية التي استطاع الباعة أن يحافظوا على ذلك الموروث الجميل جيلا بعد جيل، كما أن السوق اشتهر بالعديد من الحيوانات البرية التي يعرضها الباعة كل أسبوع مثل الغزلان والأرانب البرية والضباع والذئاب وكافة أنواع الطيور، مثل الصقور والحجل والعقاب والحمام والقماري، إضافة إلى عرض الثعابين بشتى أنواعها. وبعد عودة النازحين إلى قراهم أصبحت الحاجة ملحة إلى فتح السوق أمام الباعة والمتسوقين لكون السوق الوحيد في المحافظة، خاصة أن شهر رمضان على الأبواب والناس بحاجة إلى التسوق لقضاء حوائجهم، ومن هنا طالب العديد من سكان قرى الحرث والباعة من أصحاب البضائع والمواشي والمتسوقين بفتح السوق الأسبوعي من أجل الاستفادة منه، خاصة أن مربي الماشية يعتمدون بعد الله على بيعها في السوق الأسبوعي. وقال المواطن تركي مجرشي وأحمد شراحيلي وعلي سلامي إن السكان بحاجة إلى فتح السوق أمامهم من أجل بيع بضائعهم، خاصة بعض الحرفيين في المحافظة مثل صناع الحلويات الشعبية وصناع الأدوات القديمة ومربي الماشية، وقال إن الحركة التجارية في السوق سوف تساهم بشكل كبير في تنمية المحافظة وقراها، لا سيما أن الكثير من السكان يعتمدون على الزراعة والرعي وتربية المواشي، حيث يقومون ببيع منتوجاتهم الزراعية في السوق الأسبوعي الوحيد في المحافظة. كما طالب العديد من الحرفيين في المحافظة بفتح السوق أمامهم لبيع مصنوعاتهم اليدوية التي تدر عليهم دخلا جيدا لهم ولأسرهم، وقال عبدالله حسن صاحب مصنع حلويات، إن مصنعي متوقف منذ أحداث الجنوب والآن قمت بترميمه من أجل الاستمرار في العمل من أجل كسب العيش الحلال من ورائه، فيما قال حسين محمد أحد باعة النباتات العطرية نحن بحاجة إلى فتح السوق أمام بضائعنا من أجل الكسب منها، ومن ثم كونها الدخل الوحيد لنا والسوق سوف يوفر لنا رزقا عندما يتم فنحه. من جهة أخرى، أوضح رئيس بلدية الخوبة عبدالله جابر العلياني أنه لا مانع لدى البلدية من فتح السوق أمام الباعة والمتسوقين في حالة وصولهم ببضائعهم في المقر المحدد لهم، وقد قامت البلدية بتنظيف كافة المواقع الخاصة بالباعة والمتسوقين، وهناك مشروع كبير لتطوير السوق تصل إلى عشرة ملايين ريال، سوف يتم العمل فيه قريبا ليصبح سوقا أسبوعيا سياحيا. وبعد عودة الأهالي إلى قراهم عبر كل من عبدالله علواني ويحيى محمد قحم علواني عن فرحتهما بالعودة مرة أخرى إلى منازلهم وقراهم التي عاشوا فيها سنوات حياتهم، مؤكدين أنها لحظات لا تنسى وخاصة أنها جاءت بعد استتباب الأمن وعودة الأمور إلى طبيعتها، وأيضا هذه العودة جاءت مع قرب شهر رمضان المبارك الذي سيكون صومه في منازلنا وبيوتنا له مذاق خاص. كما عبر الشيخ عبده سيبان علواني شيخ العلاوانة في الراحة عن فرحته الكبيرة بالعودة إلى ديارهم في الراحة بعد فراق قارب العامين، مؤكدا أن مشاعر فرحتهم لا توصف بالعودة، أما الشابان محمد عبدالله وأبو طالب فقد عبرا عن فرحتهما بهذه العودة على طريقتهما الخاصة وذلك بقيامهما بتحجير سيارتهما عند مدخل الخوبة. وأوضح محافظ الخوبة محمد بن هادي الشمراني أن العودة تشمل أسر النازحين في نحو «120» قرية تابعة للمحافظة.