تتعالى الأسئلة دوما بعد أي حراك لفظي أو فعلي وتذهب التقديرات لفضائيات شتى مستغرقة في جملة من الأسئلة ومستحضرة الأسباب حيال هذا الموقف. المؤسف أن كل هذه الأسئلة تأتي من اتجاهين (مع أو ضد)، الأسئلة الوسطية الموضوعية وإن كانت حاضرة في هذا الصخب لكنها تأتي (خجولة) صوتها خافت بالرغم من أهميتها وقدرتها على استحضار الحقائق دون مراوحة في أحد الاتجاهين. لذلك كان المحايدون أكثر ألما لحدة بيان الاتحاد السعودي لكرة القدم الصادر على خلفية جلسة التحكيم الدولي في هبوط الوحدة، والذين يرون أن البيان لم يكن موفقا ولم يمارس الشفافية التي تتلحف بها البيانات الأخيرة كنوع من الوضوح وملامسة الحقيقة. الشفافية والمصداقية ليست شعارا أو كلمات إنشائية تدبج بها الخطابات الإعلامية، لكنه واقع وسلوك من خلال توضيح الحقائق وذكر الوقائع كما أن لغة التهديد تنفي روح الرأي الآخر وتقبل وجهات النظر الأخرى حتى لو كان هذا يتعارض وبعض البنود في (التشاكي). إذ إننا ما زلنا وسنظل خلال سنوات قادمة في مراحل أولى لما يسمى ترسيخ الثقافة القانونية وهي مرحلة تحتاج إلى فهم خاص وإلى تكريس معنى القبول بالرأي الآخر بعيدا عن الاستبداد بالرأي وتعميق الفجوة والاحتماء بقوة النظام وتكميم الأفواه من خلال تخويف الآخر بسطوة النظام، في حين أن روح القانون ما زالت أرضية يمكن أن نمشي عليها كثيرا حتى نستقوي بهذه الثقافة، كما أن تسخير إمكانات الاتحاد السعودي لكرة القدم هو اتجاه قوي آخر حاول البيان تسليطه على رقاب المختلفين حول القضية أصلا. إن الاختلاف مثله مثل النقد بحاجة إلى وعي واستيعاب بعيدا عن النوايا، هذا الوعي المستشري في الحراك الرياضي والذي يعرف تمام المعرفة أن اتحاد الكرة طرف في قضية منظورة أمام التحكيم الدولي وبالتالي بات وضع اللجنة القانونية والقضائية معلقا مما يجعلها أكثر شراسة للدفاع عن نفسها وتقزيم الرأي الآخر وترهيبه. إن هناك شبه اجماع على أن هاتين اللجنتين ارتكبتا الكثير من الأخطاء وأن فرصتهما لقمع الآخرين حانت من خلال (إن القضية منظورة) ولا يحق لكم مناقشتها. • نقل عن البريطاني (غراهام تايلر) وهو عضو سابق في اللجنة التنفيذية بالفيفا قوله «لقد كنا نصطف في كثير من الاجتماعات كالصغار الطيبين لتسلم حصتنا من المال، بل إن أحد الأعضاء طلب مني أن أطالب بثمن تذكرة السفر على الرغم من أن اتحاد الكرة كان قد دفع قيمتها، وقيل لي طالب بكل شيء ثم افتح حسابا في أحد البنوك ليتراكم لديك المال مع مرور السنوات»، هذه شهادة أحد المسؤولين بما آل إليه وضع الفيفا وهو يدل على فساد مستشر. ومع هذا فإن ملامح القرار المرتقب للجنة الأخلاق التابعة للاتحاد الدولي بشأن «محمد بن همام» ذاهبة وبشكل واضح حسب قول «نيورك تايمز» تجاه إدانته وهو ما يعني أن اختيار ابن همام جاء متعمدا لكسر طموحه ومستقصدا عروبته. • «حصان» الأهلي الذي كتبت عنه الأسبوع الماضي جامح وسيعلن عنه خلال الساعات القادمة بعد أن تم ترويضه في أيام خلت.