يلوم الكثير من الناس على شبابنا عدم انخراطهم في العمل الحر وإهمالهم السعي لطلب الرزق مقابل البحث عن الوظيفة التي قد لا يحصلون عليها في وقت قريب، ولكن الأمر الغريب أن بعض الشباب الذين نزلوا إلى أرض الواقع وبدأوا فعلا البحث عن العمل الحر، ظهرت لهم الكثير من العقبات التي لم تخطر ببالهم، وتمنوا أن يتدخل أحد لحلها قبل أن تضطرهم الظروف إلى العودة إلى نقطة الصفر. فبعض الشباب الذين يعملون في حراج الجوالات المستعملة في حي العزيزية في مكةالمكرمة فيبيعون ويشترون جميع أنواع الجوالات المستعملة، شكوا ل «عكاظ» العمالة المجهولة التي تبيع جوالات المسروقة، ووجود عمالة داخل المحال بدون كفلاء، وتساءلوا أين الجوازات في متابعة هذه المخالفات التي غدت تشكل ظاهرة ولماذا لا يتم سعودة هذه المحال والتي يمكن أن تستوعب آلافا من أبناء الوطن، خاصة أن أرباحها جيدة جدا، فضلا عن أن هذه السوق كغيرها من الأسواق العشوائية تسبب الكثير من المشاكل للساكنين والمستأجرين من أصحاب المحال. وأوضح (رجب) وهو أشهر الباعة المتجولين في السوق أن هناك الكثير من المشاكل التي نواجهها في هذا العمل ومنها الجوالات المسروقة التي تسبب لنا المشاكل مع الجهات الأمنية، ومشاكل إرجاع الجوالات بعد شرائها، ناهيك عن المشاكل الأخرى بين الباعة أنفسهم بسبب غياب جهة تسهم في حل تلك الإشكاليات، مشيرا إلى أن غالبية الباعة في هذه السوق ليس لهم دخل سوى هذه التجارة. وطالب عدد من الباعة في السوق بتعيين شخص من البحث الجنائي أو شخص يكون مسؤولا أمام البحث الجنائي ويكون لدى هذا الشخص سجل يتم فيه تقييد مواصفات الجوال المباع والمشترى، وكذلك اسم الشخص الذي اشترى وباع وبطاقة الاثنين الشخصية حتى يتم معاقبة كل من سرق جوالا وباعه في هذه السوق، كطريقة مضمونة لحل المشاكل الموجودة في السوق والتي تكون شبه يومية. من جهته، قال الناطق الإعلامي في شرطة العاصمة المقدسة المقدم عبدالمحسن الميمان إنه تتم متابعة الموقع باستمرار من قبل أفراد البحث والتحري للقبض على المشبوهين وإحالتهم للجهات المختصة وتسليط الضوء على هذه الظاهر للحد من انتشارها، مشيرا إلى الدور الكبير الذي تكلف به أمانة العاصمة المقدسة بالتعاون مع الجهات المختصة لمداهمة هذه الأماكن ومصادرة البضائع المسروقة ومنع البساطة من البيع فوق الأرصفة.