في وقت شهدت مدينة البوكمال مواجهات بين متظاهرين وقوات النظام السوري أسفرت عن ستة قتلى وسبعة جرحى «بحسب إحصائية أولية»، عقد في إسطنبول أمس مؤتمر إنقاذ وطني شارك فيه أكثر من 300 معارض سوري بهدف اختيار ممثلين للمعارضة وتوحيد صفوفها لبدء حملة عصيان مدني، إضافة لوضع خارطة طريق، لكن اجتماعا كان يفترض أن يعقد في الوقت نفسه بدمشق ألغي بسبب أعمال العنف التي شهدتها جمعة «أسرى الحرية». وأفاد شهود عيان بأن متظاهرين في مدينة البوكمال يرددون هتافات تطالب بإسقاط النظام اتجهوا إلى مبنى مديرية المنطقة، ووقعت مواجهات بينهم وبين قوات الأمن مما أسفر عن سقوط قتيل وثلاثة جرحى. وأحرق المتظاهرون مخفرا للشرطة فيما أطلق مسلحون يستقلون سيارة أطلقوا النار في الساحة الرئيسة في المدينة. وقال شهود العيان إن قوات الجيش المعززة بالدبابات والمدرعات دخلت البوكمال بعد التوتر والمواجهات التي استمرت حتى مساء أمس مع انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة. وبينما كان المعارضون السوريون يشيعون قتلاهم الذي سقطوا في تظاهرات «جمعة أسرى الحرية» في مناطق بالبلاد، ندد مؤتمر الإنقاذ الوطني الذي عقد في إسطنبول أمس بالقمع الدامي للتظاهرات، معلنا نيته العمل على جمع شمل المعارضة. وفي قاعة للمؤتمرات ممتلئة بالمشاركين الذين قدر المنظمون عددهم ب350 شخصا، بدأ المجتمعون مؤتمرهم بالنشيد الوطني السوري والوقوف دقيقة صمت عن أرواح ضحايا «القمع». وأعلن المعارض وائل الحافط مساندته لكل ما يوحد الشعب السوري ويساعد المواطنين في الداخل ويوحد صفوف المعارضة في مواجهة النظام الذي وصفه بالقمعي وغير الشرعي لاغتصابه السلطة وانتهاكه حقوق الإنسان. وتابع المعارضة تريد تصعيد المواجهة السلمية من خلال عصيان مدني وتضييق الخناق على النظام اقتصاديا وشل الدولة بأقل خسائر ممكنة. لكن المجتمعين تراجعوا عن الجزء الثاني من مشروعهم الذي يتناول تشكيل «حكومة ظل» بعد انتقادات طالتهم بشأن الصفة التمثيلية للمؤتمر. واعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أنه لا يمكن التأثير على الوضع في سورية من الخارج.