بدت مدينة البوكمال السورية على الحدود العراقية، وقد دخلت في «وضع متفجر» بعدما حامت فوقها طائرات هليكوبتر أمس استعداداً لعملية أمنية تشارك فيها قوات الفرقة الرابعة كما قال ناشطون وشهود عيان لإحكام السيطرة على المدينة التي باتت نقطة ساخنة خلال ال48 ساعة الماضية بعد مقتل خمسة مدنيين بينهم طفل في الرابعة عشرة من العمر، وانشقاق أفراد من استخبارات القوات الجوية وطواقم عربات مدرعة وانضمامهم إلى المحتجين. ونقلت وكالة «رويترز» عن شهود قولهم إن الدبابات تحاصر المدينة. في موازاة ذلك شنت وسائل الإعلام الرسمية هجوماً حاداً على مؤتمر المعارضة في اسطنبول، منتقدة «الكلمات التحريضية ضد الوطن» وشارك أمس عشرات الآلاف من الموالين للنظام في مهرجان موسيقي عند ساحة الأمويين في دمشق لمناسبة الذكرى السنوية ال11 لأداء الرئيس السوري بشار الأسد القسم الرئاسي في 17 تموز (يوليو) 2000. ميدانياً، قال سكان إن دبابات الجيش تحاصر البوكمال استعداداً لدخولها بعدما تشجع عشرات الآلاف من الأشخاص بفعل انشقاقات في صفوف قوات الأمن وخرجوا إلى الشوارع، مرددين «الجيش والشعب إيد واحدة». وأضافوا أن أكثر من ألف جندي ورجل أمن تدعمهم دبابات وطائرات هليكوبتر طوقوا البوكمال بعد يوم من قتل عناصر استخبارات عسكرية خمسةَ محتجين بينهم صبي عمره 14 سنة. ودفعت أعمال القتل الآلاف إلى الخروج إلى الشوارع لتفوق أعدادهم أعداد الجنود والشرطة السرية. وذُكر أن حوالى 100 من أفراد استخبارات القوات الجوية وطواقم أربع عربات مدرعة على الأقل انضموا إلى المحتجين. وقال ناشط في المنطقة ل «رويترز»: «أعاد المحتجون عدداً من ناقلات الجنود العسكرية اليوم (أمس) كبادرة حسن نية. ويعرف النظام أنه سيلقى مقاومة عنيفة إذا هاجم البوكمال وان رجال القبائل العراقية على الجانب الآخر من الحدود ستهب لمساعدة إخوانهم». وقال ناشط آخر «خرجت البوكمال كلها إلى الشوارع بعد أعمال القتل. وتحركت ناقلات جنود مدرعة إلى قلب البلدة لمنعهم لكن الأمر انتهى بانضمامها إلى الموجة البشرية». وفيما ذكرت وكالة (سانا) الرسمية أن «جماعات إرهابية مسلحة» قتلت ثلاثة من أفراد الأمن في البوكمال ليل السبت قالت صحيفة «الوطن»، القريبة من النظام، إن الجيش يستعد لاقتحام البوكمال التي تشهد وضعاً متفجراً بسبب قيام «مجموعات إرهابية مسلحة» بإشعال الاضطرابات في هذه المنطقة على الحدود مع العراق. وفي الزبداني، الواقعة في ريف دمشق على حدود لبنان، قال سكان إن قوات أمن ووحدات للجيش في ناقلات جند مدرعة داهمت منازل واعتقلت العشرات. وقال طبيب في الزبداني ل «رويترز» عبر الهاتف «دفعوهم داخل حافلات، كانت الاعتقالات تعسفية، لم يكن لعدد كبير صلة بالتظاهرات، وتم توقيف رجل معاق وابنه البالغ من العمر 15 سنة». وفي حمص قال شهود إن «أربع دبابات وناقلة جند تمركزت في دوار الخالدية» وسط المدينة بعد دخولها. وأظهرت لقطات بالفيديو بثتها مواقع معارضة مثل «شام نيوز» و «أوغاريت»، عناصر أمن تحمل مدافع «آر بي جي» على الكتف ودبابات وناقلات جند تجوب دوار الخالدية. وأفاد المرصد السوري بأن مواجهات اندلعت بين مناصرين للنظام ومعارضين له في أحد أحياء حمص بعد مقتل ثلاثة من مؤيدي النظام خطفهم مجهولون الأسبوع الماضي وتلقت عائلاتهم أول من أمس جثثهم مشوهة. وأفادت الرابطة السورية لحقوق الإنسان بأنه تم اعتقال الكاتب والمعارض السوري علي العبدالله في إطار حملة في مدينة قطنا جنوبدمشق.