في العادة الناس تغضب من القوي إذا استخدم سلطته ولا تغضب من الضعيف إذا تجاوز حده!! فالناس ترى ما تفعله السلطة بعين المجهر، وترى ما يفعله المواطن بالعين المجردة! لذا يكون الأول كبيرا ويكون فعل الأخير عاديا! في حين أن التجاوز عن الحد أخطر من السلطة التي لها حد، وممارساتها لا تخرج عن إطار سلطتها! بل تعرف أنها تؤدب ولكنها لا تبطش!! وتأخذ المصاب بجنون العظمة بالرأفة واللين إلى أن يطغى ويستبد ويطعن في هذا وذاك... لا فرق عنده بين كبير وصغير ولا أدب!! كل الجميع عنده بعوض وهو وحده النسر! هذا ما لم... يلتفت إليه البرنامج المذاع عبر قناة «المستقلة» عن اتجاهات السجال بين النخب السعودية ويقولون «النخب»... والضيف في البرنامج واحد! فهل واحد هو كل النخب أو هو «ممثل» عن كل النخب؟ لكنه الدكتور الهاشمي وهل فيه غيره؟! مقدم البرنامج كعادته أراد أن يدخل بين البصلة وقشرتها!! عله يظفر برائحة أخرى غير رائحة البصل!! لكنه لا يتعلم!! وعيبه كمذيع باعتباري من قائمة المتفرجين أحيانا أنه ينفش ريشه وهو منتوف الريش لذا سرعان ما يفشل في المهمة ويبدو أضحوكة في الفضاء المرئي مثل الكتكوت عندما يظن أنه نسرا! فليس بالضرورة أن يفهم في كل شيء ويصبح فيه متحدثا خارقا صائبا في كل ما يقول.. إنما هذا طبعه للأسف لا يحب التواضع، ويريد دائما أن يتكبر ويزهو ويستعرض ويصبح طاووسا.. يا رجل كن أنت لا يسمع! يصر التباهي والاستعراض إلى حد أن قال ذاك المساء إنه كان يتمنى لو ضيفه رفض المجيء حتى لا يذاع البرنامج ويمنعه من دخول السعودية وهو يحب زيارة مكة والمدينة! يعني ما سوف يقوله هو وضيفه لفرط قوته وشجاعته سيكون مانعا له من دخول مكة والمدينة مشيرا بذلك إلى أن جماعة الداخلية كما يقول سوف يقفون ضده!! وأقول «ما دروا عنك يا للي تغمز في الظلام»! ولو كانت الداخلية تمنع زوار مكة والمدينة من الدخول لمجرد أنهم يقولون عن السعودية ما لا يرضيها... ما كان عندنا... الملايين كل عام من الحجاج والمعتمرين هذا بيت الله وكفى! الطامة في هذا الزمن أن البطولات صارت للألسنة فكل من حمل لسانا حادا زاجرا مغذى بالشتائم والسباب والتجريح الصريح أصبح يقود الناس وصار عليهم مرشدا وموجها!! وأصبحت القوة في الوقاحة والطغيان والشجاعة في الخلاعة وقلة الأدب! والقضية أن بعض القنوات.. الفضائية تجد في الشأن السعودي «وليمة» تدعو إليها المدعوين تتكسب من ورائها صفقات!! وتنتهي بها إلى «زفة» تقودها إلى الذيوع والانتشار عدا العوائد الربحية! فكل «مستغلة»... للفضاء لا تستطيع الاستمرار دون تمويل والخطأ أن البعض يعتقد التمويل فقط فلوس! وفي الحقيقة الفلوس وحدها لا تكفي لإنجاح وتصعيد قناة فضائية لا بد من جمهور ولا بد من قضايا مثيرة!! فكانت السعودية!! نظرا للأسباب المجتمعة فيها!! وإذا عرفتم السبب بطل العجب!