حذر باحثون وأطباء من الأضرار الصحية الناجمة عن استخدام أكياس البلاستيك في تغليف الوجبات الغذائية الساخنة، بسبب تفاعل المواد البلاستيكية المستخدمة في صناعتها بالحرارة مع الأطعمة الساخنة المعبأة فيها فتشكل خطرا على صحة الإنسان. وطالب الخبراء بضرورة استبدال الأكياس البلاستيكية بأكياس الخيش لأنها أكثر أمانا وأقل ضررا فيما أكد كثير من المواطنين على خطورة تلك المواد، راوين كثيرا من التجارب المريرة التي تبرهن أنها مواد سامة تشكل خطرا داهما على الصحة العامة. في البداية، حذر استشاري الباطنية الدكتور محمد مصطفى من استخدام أكياس البلاستيك أو النايلون في نقل أو حفظ الطعام مثل الخبز أو الفول وغيره كما هو معتاد في أوساط المجتمع لما تسببه هذه الأكياس من أضرار ومخاطر صحية، مشيرا إلى أن هذه الأكياس تلقى إقبالا كبيرا من المستهلكين والتجار لقلة تكاليفها على الرغم من أنها تحتوي على مواد سامة. مواد كيميائية إلى ذلك، أشار الخبير البيئي الدكتور عبدالرحمن كماس إلى أن أكياس النايلون هي عبارة عن مواد كيميائة ميتة وكتل غير قادرة على التحلل، وتتسبب في الكثير من الأضرار الصحية للإنسان، وأن استخدامها بكثرة في تغليف الأطعمة خصوصا في المناطق الحارة قد يسبب في تزايد البكتيريا والجراثيم وتحللها مع الطعام مما يسبب إرباكا للمعدة قد يؤدي إلى التسمم في بعض الأحيان وعن المواد البلاستيكية المنتشرة في البيئة بطريقة عشوائية تشكل مستهلكات أو مخلفات أكد الدكتور كماس أنه في الغالب تسد خياشيم التنفس لدى الأسماك إذا ألقيت داخل البحر، ناهيك عن دورها في حرمان الشعاب المرجانية من ضوء الشمس ومن التيارات المائية المتجددة الداخلة والخارجة منها وإليها التي تحمل لها الطعام والأوكسجين، بخلاف التلوث البصري الذي يشوه المظهر العام للأماكن حيث يشكل عائقا في القدرة على تجميع أكياس النايلون والتخلص منها لسهولة تطايرها في الجو وانتشارها في المساحات الواسعة الأمر الذي يشوه الوجه الحضاري للمدينة والبيئة. وأوضحت مديرة جمعية البيئة في مركز الأمير ماجد بن عبدالعزيز للتنمية الكيمائية أمل سعيد النجار أن مادة البلاستك تصنع من مشتقات نفطية، والبلاستيك من أهم مواد صناعاتها، وهي تستخدم في صناعة جميع الأدوات والمعدات الطبية والصحية وتدخل في معظم احتياجاتنا اليومية. أنا أحب الأرض ومن جانبها تشير الدكتورة ماجدة محمد أبو رأس نائبة المدير التنفيذي في جمعية البيئة السعودية، إلى حملة نظافة تشمل كافة مناطق المملكة تحت عنوان: «أنا أحب الأرض» هدفها المحافظة على البيئة من التلوث، ومحاولة تعديل سلوك الفرد بالتخفيف من الأضرار على البيئة، واستخدام البديل عن الأكياس النايلون التي لا تتحلل إلا بعد مئات السنين، منوهة بتوزيع أكياس مصنوعة من الخيش خلال هذه الحملة لمحاربة الأكياس الموجودة في المحلات التجارية و الأسواق. وأشارت أبو راس إلى أن هناك نوعين من الأكياس: النايلون وهي أكياس قابلة للتحلل، وأخرى لا يمكن أن تتحلل بسرعة، لافتة إلى أن تلك الأكياس تتعرض للتفاعل بدرجة حرارة منخفضة، فهي تستخدم في تغليف الخبز والوجبات الغذائية الساخنة، لذلك فهي مصدر ضرر حقيقي على الإنسان وتسبب له العديد من المشاكل، مشددة على ضرورة أن تراعي مصانع البلاستيك اختيار الخامات القابلة للتحلل. أما الدكتور غازي إبراهيم أخصائي الباطنية فأكد أن كثيرا من المرضى يعانون من الألم في المعدة قد يكون السبب فيها هي جراثيم كونت من حفظ الطعام بشكل غير سليم ومنها تغطيته ببلاستيك غير صحي ناصحا الجميع بتوخي الحذر عند التعامل مع الطعام خاصة البايت منه حيث تتكون عليه مجموعة من البكتيريا تتسبب في كثير من الأمراض. حافظات معدنية وشددت الدكتورة فائزة الغامدي على ضرورة تجنب لف الأطعمة بالأكياس البلاستيكية واستبدالها بالحافظات المعدنية المصنعة لحفظ الأطعمة بشكل سليم تجنبا لتفاعل البلاستيك مع الطعام خاصة في أجواء جدة الحارة التي قد تصل درجة حرارة الجو إلى أكثر من 43 درجة فترة الظهيرة . كما حمل الكثير من المواطنين الجهات المعنية مسؤولية عدم التوعية المناسبة عن أخطار الأكياس البلاستيكية إضافة إلى ضرورة إرغام المحال والمطاعم باستخدام ما يناسب لحفظ الأطعمة حيث قال المواطن علي بن حسين إننا شعب يجيد الاستهلاك فقط ومسؤولو وزارة التجارة يغردون خارج السرب وكأن الأمر لا يعنيهم مطالبا بوضع حد لتلك الأضرار الناجمة عن هذه الممارسات الخاطئة. فيما أكد إسماعيل المليص على وجود بدائل في متناول الجميع يمكن استخدامها مشيرا إلى أن المستهلك نفسه يتحمل جزءا من ذلك الإهمال فبإمكانه تصنيع حافظات من الخيش أو الورق أكثر أمانا وحفاظا على صحة الإنسان. أما مهند الغامدي فنبه إلى وجود بعض حلوى الأطفال يلتصق البلاستيك بها ومن الصعب نزعه من جراء الحرارة حيث يضطر الطفل لأكلها بغلافها وهذا بلا شك خطر كبير قد يودي بحياة الطفل أو يصيبه ببعض الأمراض المزمنة. تسمم الأغذية وفي قصة لأحد المواطنين مع استخدامه لحفظ الطعام عن طريق الأكياس البلاستيكية يقول المواطن محمد بن عبدالله إنه جلب من أحد مطاعم جدة المشهورة وجبة غداء له وللأسرة واتجه بها إلى المنزل مستغرقا 45 دقيقة مسافة الطريق وبعد تناول الجميع لوجبة الغداء التي كانت عبارة عن أرز ودجاج من أحد مطاعم البخاري في جدة المشهورة بدأ الجميع بالإحساس بالألم والتقيؤ مما دعانا إلى الاتجاه إلى المستشفى لنكتشف أن الطعام تعرض للبكتيريا جراء تغليفه بالأكياس البلاستيكية بطريقة خاطئة ماضين أكثر من 8 ساعات في قسم الطوارئ بأحد مستشفيات جدة الحكومية.