يشكو شباب الثورة المصرية من تأخر وبطء قطف ثمار ثورتهم، حيث عبر عدد من الشباب عن خيبة أملهم في نتائج ثورتهم التي اندلعت شرارتها قبل نحو ستة أشهر. وأكدوا في حديثهم ل «عكاظ» أن ثورة 25 يناير لم تحقق المطالب التي رفعها الشباب من ميدان التحرير، بل تركت البلاد تعيش فراغا أمنيا ألقى بظلاله على الحركة الاقتصادية والمستوى المعيشي للمواطن والحياة العامة. وأفاد الشاب محمد فوزي «أن الأوضاع الأمنية منذ قيام الثورة ليست على مايرام، وانعكست سلبا على كل مناحي الحياة العملية». وأضاف، بعد 25 يناير الماضي تعطلت الكثير من المصالح كما أن الثورة لم تحقق الأهداف التي قامت من أجلها، حيث رحلت بعض الأسماء في النظام وحضرت أسماء غيرها لها علاقة بالنظام السابق، مشيرا إلى أن الناس يبحثون عن محاكمة عاجلة لضباط أمن الدولة ومحاكمة علنية للوزراء. فيما طالب محمد عباس، صاحب أحد المحلات التجارية، المعتصمين مجددا في ميدان التحرير أن يمنحوا المجلس العسكري الوقت الكافي لمحاكمة المسؤولين المتورطين في قضايا مرتبطة بحقبة الحكم السابق. وأضاف، أن استمرار الاعتصام في ميدان التحرير يعطي انطباعا لدى من هم خارج مصر بأن الأوضاع مضطربة، وهذا يؤثر على حركة السياحة التي تعد شريانا مهما للاقتصاد المصري، رغم أن الوضع العام في عموم مصر يعد آمنا خاصة في الأشهر الآخيرة، مشيرا إلى أن الحركة التجارية ضعيفة على عكس ماكانت عليه قبل الثورة . وقال عمر محي 23 سنة «بعد الثورة مباشرة شعر المواطن المصري بالبهجة وهدأت نفسه أن الثورة نجحت بعد تنحي الرئيس مبارك، ولكن بعد مرور الوقت عاد الناس للاعتصام مجددا إلى ميدان التحرير نتيجة الإفراج عن بعض الموقوفين على خلفية قضايا العهد السابق» ، معتقدا أن الانتخابات المقبلة ستعيد الاستقرار إلى البلاد. من جهتها قالت الشابة مي علي 21 سنة ، وتعمل في محل تجاري «شاركت في الثورة منذ انطلاقتها مع كافة أفراد أسرتي، وكل ما عملناه بعد الثورة لم يتحقق، وأصبح الأمن غير مستقر، فحينما أغادر محل عملي الساعة العاشرة أو الحادية عشرة ليلا أشعر بالخوف، بينما قبل الثورة كان الأمن في أفضل حالاته، وحينما تواجه مشكلة تشعر بمن يحميك، وحينما تتقدم بالشكوى تجد من يعيد إليك حقك» .