لم تكن الجامعة الإسلامية كما يراها البعض صرحا تعليميا بقدر ما هي منارة ومرجع للمسلمين عامة، فهي تحتضن المسلمين من كافة أنحاء وأطراف المعمورة، كما تهوي إليها الأفئدة من كل البقاع. هذه الجامعة العريقة يديرها الدكتور محمد العقلا، الذي أفصح ل «عكاظ» عن عمل الجامعة على إنشاء أقسام نسائية للمرة الأولى في تاريخ الجامعة الإسلامية، وعن بعض المستجدات التي أضفت مزيدا من قيمتها، كإدخال تخصصات علمية يلتحق بها موهوبون، كما أكد أن امتداد تطور الجامعة راجع إلى ما شهدته وحققته خلال نصف قرن مضى، وبين أن افتتاح المطابع الجديدة أسهم في النشر العلمي والثقافي في الجامعة، كما سيكون لها دور فاعل على مجتمع المدينة النبوية، وأفصح عن عزمه على تحقيق ثلاثة أدوار للجامعة, وأشار في هذا الصدد إلى تحقيق الجامعة مستويات عالية في خدمة المجتمع السعودي، والقضايا الوطنية والإسلامية، نافيا احتكار الجامعة قبول طلاب بعينهم، أو ميلها إلى التصنيفات، قائلا: «كل من يدرس أو يعمل في هذه الجامعة هم من المسلمين المعتزين بدينهم، والجامعة تفتح أبوابها للراغبين». «عكاظ» أجرت هذا الحوار، فإلى التفاصيل: • بداية.. هل ستدمجون بجانب المواد الشرعية تخصصات علمية في الأعوام المقبلة؟ وإلى أي مدى تطمحون أن تصل إليه هذه التخصصات.. وما هي؟ توسعت رقعة الجامعة وتطورت مؤخرا بعد موافقة المقام السامي على إنشاء كليات علمية جديدة وهذه الكليات هي: الطب، الصيدلة، العلوم، علوم الحاسب الآلي ونظم المعلومات، الهندسة، بالإضافة إلى المستشفى الجامعي. • ما شروط قبولكم للملتحقين بها؟ لا نقبل سوى الموهوبين، ليكونوا ثمارا يانعة، ويكون لهم مستقبل زاهر. • وهل ستفصلون تعليم المواد العلمية عن الشرعية؟ طلاب الكليات العلمية سيدرسون دبلوما شرعيا لتأهيلهم إلى الدعوة إلى الله تعالى، ونتوقع أن يكون للكليات الجديدة مستقبل باهر. والجامعة الإسلامية برزت في مجالات العلوم الشرعية والعربية، فأصبحت منارة يفد أبناء المسلمين إليها من كل البقاع، . • ما النسبة المحددة للالتحاق بالجامعة هذا العام؟ لدينا 4 آلاف منحة خارجية لأكثر من 170 دولة وسنقبل داخليا 1500 شخص. • هل هناك نية لإنشاء أقسام نسائية في الجامعة؟ نحن في إطار الترتيب والعزم في هذا الأمر. • متى ستبدأ الجامعة في إنشاء فروع لها؟ التعليم عن بعد يقوم بهذه المهمة. • ما الهدف الأساس من مطابع الجامعة التي افتتحت وتطورت.. وهل ستسهم في خفض قيمة الكتب على الطلاب؟ نأمل أن يسهم افتتاحها في النشر العلمي والثقافي في الجامعة، وأن يكون لها دور في خدمة مجتمع المدينة النبوية، وأقول إن الجامعة تمنح بدلا ماليا لطلاب المنح، لاقتناء المراجع، كما تعطي مكافآت للطلاب السعوديين. • ما دور الجامعات وخصوصا (الجامعة الإسلامية) في تعزيز الأمن الفكري؟ دورها أي الجامعات محوري في تعزيز الأمن الفكري، فالجامعة هي المحضن الفكري للطالب الذي قد يمر في أقسى مراحله الفكرية، وهنا يبرز دور الجامعة في بناء المنهج الإسلامي الصحيح والبعيد عن التشدد. • ولكن ما الأساس في تعزيز الأمن الفكري؟ على قدر أهمية المساهمات الشخصية والاجتماعية في تعزيز الأمن الفكري، لكن العمل المؤسسي الذي تتضافر خلاله الجهود لبناء الفكر السليم هو الأساس، حتى يكون دور صاحبه كبيرا في بناء المجتمع المسلم، في وطن آمن بإذن الله. • ماذا استفادت الجامعة من المؤتمرات والندوات والمحاضرات التي أقامتها، وما الذي حققته على المستوى المحلي، والعالم الإسلامي عموما؟ بشأن التحقيق، فإننا نطمح إلى تحقيق الأدوار الثلاثة للجامعة، وهي التعليم الأكاديمي، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع. وأما الاستفادة من إقامة المؤتمرات والندوات والمحاضرات، فأقول إن الجامعة تسعى إلى خدمة المجتمع السعودي، والقضايا الوطنية والإسلامية. • كيف انتقلت الجامعة من صرح يحوي فئة معينة من الشباب، إلى فئة تشمل الأطياف الأخرى المتنوعة، كتلك التي يطلق عليها (العلمانية) أو (الليبرالية)؟ لا صحة لهذه التصنيفات لدينا، فكل الذين يدرسون ويعملون في الجامعة، هم مسلمون يعتزون بانتمائهم للإسلام ولهذه البلاد الطيبة التي قامت على عقيدة الإسلام الصحيحة، ونحن لا نركز على التصنيف وانتقاء فئة بعينها، بل نفتح أبواب الجامعة للراغبين، وذلك للاستفادة منها كصرح تعليمي، والتزود بالعلوم النافعة. • ولم انتشرت عن الجامعة فكرة الاقتصار على فئة معينة؟ الجامعة الإسلامية ذات تاريخ عريق، يجعلها مهوى الأفئدة من قبل جميع المسلمين، وقد تخرج في الجامعة منذ إنشائها عام 1381ه وحتى اليوم أكثر من ثلاثين ألف طالب، يمثلون أكثر من 167 جنسية، وأؤكد أن الجامعة لم تكن يوما حكرا على فئة بعينها، بل للمسلمين جميعا وفق كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام. • ولكن كيف تتعامل الجامعة مع خريجيها؟ هل تتابعونهم مثلا بعد التخرج؟ من ميزات طلاب هذه الجامعة اعتزازهم بالانتماء لها، وكثير من خريجيها في العالم الإسلامي أصبحوا مسؤولين مهمين في بلدانهم، ومازالوا يتواصلون مع الجامعة، ويزورونها كلما سنحت الفرصة لهم، وهذا دليل ارتباطهم العاطفي، وقوة انتمائهم لها. • نعلم أن الكثير من خريجي الجامعة بات داعيا في بلاده، فهل هناك جهات تنظيمية، وجسور وصل، تربطكم مع الخريجين؟ جسور التواصل بين الجامعة وخريجيها مستمرة، ولا شك أن التقنيات الحديثة سهلت الاتصال والتواصل، ونؤكد بأن باب الجامعة مفتوح لطلابها وخريجيها والعاملين بها، حتى بعد انتهاء فترة وجودهم. • تركك لمكةالمكرمة، وانتقالك للمدينة المنورة، بحكم عملك، كيف تراه؟ وما درجة حنين الشوق لديار مكة؟ المواطن السعودي يعتبر نفسه جنديا لهذا الوطن في أي موقع، وفي أي مكان، ومكةالمكرمة نشأت فيها، ومن منا لا يحن لمسقط رأسه ونشأته، خاصة إذا كانت خير المدن وهي مكة، لكنني انتقلت من مدينة طيبة إلى أخرى طيبة. • بحكم عملك في جامعة أم القرى والجامعة الإسلامية، ما الذي تفتقده الجامعة الإسلامية عموما؟ وقعت الجامعة الإسلامية مذكرات تفاهم واتفاقيات مع جامعات أخرى للارتقاء بالكوادر، واكتساب الخبرات، وتعميم الفائدة، فتبادل الخبرات أمر ضروري هام بين الجامعات، ولا يمكن الاستغناء عنه، سواء أكان في المجال الأكاديمي أو الإداري، أو حتى مجال البحوث والدراسات، وأنا أفخر بهاتين الجامعتين العريقتين، وعملي فيهما شرف كبير لي، كما أتشرف ببذل ما أستطيع لرقيهما وتطورهما. • لو تفصح لنا عن بعض قراراتكم الجديدة، وبعض أنشطتكم التي بصدد الإعداد والعمل لها؟ أقول إن مجلس الجامعة ينعقد بشكل دوري، وأما عن القرارات التي نتخذها فهي تنطلق من خطة ورؤية جماعية لمصلحة الجامعة، كما نتطلع إلى كل ما يحقق أهداف الجامعة، ويحقق الهدف الرئيس الذي قامت عليه منذ إنشائها، وهو خدمة أبناء العالم الإسلامي، وأبناء الوطن المعطاء، وأؤكد أن الجامعة تشهد نهضة عمرانية وعلمية، تتمثل في مشاريع المنشآت الجديدة، وإسكان الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، والمستشفى الجامعي، والمرافق الرياضية، إضافة إلى التوسع في قبول الطلاب داخليا وخارجيا، والاستمرار في برامج خدمة المجتمع الثقافية والاجتماعية.