يجلسون بالساعات، أعمارهم متقاربة، يستخدمون مفردات خاصة، ولغتهم تبدو واحدة، يجتمعون في مواقع محددة من المدينة، لا يعتمدون على مكاتب مجهزة بل يفترشون الأرض على قارعة الطريق.. سلوتهم ورق اللعب «الكوتشينة» يتحلقون حول بعضهم البعض، لا يختلفون على زبون ولا ينزعون الرزق من أفواه زملاء آخرين.. إنهم سائقو مركبات الأجرة في عرعر أو ما يطلق عليه مجازا «الكدادة»، الذين يكدحون بين الطرقات والأحياء والأزقة أو حتى بين المدن، ينقلون الركاب، يوصلون هذا وينقلون ذاك مهما بعدت المسافات، دون كلل أو ملل، ويمكن من خلال الحديث القصير الغوص مباشرة في أعماقهم، فهم كما يبدو من ملامحهم يعانون الهموم والمشاكل، ولديهم الاستعداد للحديث عنها والبوح بها وهذه بعض النماذج منها. في البداية، قال محمد بن مقبل الغاوي إنه ينقل الركاب من عرعر إلى العاصمة الرياض وبعض الدول المجاورة، وأضاف: أعاني حزمة من المشاكل كغيري من سائقي الأجرة، وأهمها المضايقة التي نواجهها من أصحاب السيارات الخصوصية الذين لا يحق لهم وفق النظام نقل الركاب، فهم يعمدون إلى خفض قيمة التوصيل من أجل جذب الركاب وذلك في ظل غياب رقابة الجهات المعنية واللوائح التي تحمي أصحاب الرخص من الدخلاء على المهنة. وقال لفا بن ماطر العنزي إنه يعمل على نقل الركاب من مكان لآخر، سواء داخل المدينة أو خارجها، ويختلف السعر بحسب المسافة، وأضاف قائلا: لكننا في الوقت الحاضر نعاني هذه الأيام ركودا في النشاط، لذلك تجدنا نجتمع في هذا المكان للعب الورق والتسامر وانتظار الزبون، وبين العنزي غياب الجهات الرقابية المنظمة لعملهم، خصوصا في ظل وجود دخلاء غير مصرح لهم بنقل الركاب ينتزعون منهم لقمة العيش، وتساءل عن دور إدارة النقل والمرور من مزاحمة وتضييق السيارات الخاصة على مصدر دخلهم الوحيد. وأبدى كل من سويد فضيل الرويلي، عبيد محمد وراضي مشرف المضيافي استياءهم من وجود السيارات الأردنية التي تصل إلى عرعر محملة بالركاب، وقالوا: عمل هذه السيارات لا يخضع للنظام، ويعمدون على خطف الركاب أثناء عودتهم إلى بلادهم بأسعار زهيدة، فضلا عن الأفضلية التي يتمتعون بها باعتبار أن سياراتهم حديثة ومجهزة جيدا، وطالبوا بتنظيم عودة سيارات الأجرة الأردنية عبر تحديد موقع خاص لوقوفها وتنظيم عملها. بدوره، اتهم محمد فضيل العنزي العمالة المقيمة باقتطاع جزء كبير من مداخيلهم، وقال: الكثير من سائقي الأسر يعملون على نقل الركاب بين الأحياء بعيدا عن أنظار الكفلاء، وهذا التصرف يخالف النظام ويؤثر بشكل كامل على عملنا ومصدر رزقنا، وطالب بوضع حد لتجاوزات السائقين الخصوصيين، كما دعا الكفلاء إلى مراقبة تحركات السائقين، وملاحظة تصرفاتهم لحظة بلحظة حتى لا يقعوا تحت طائلة المخالفات التي يعم ضررها السائق ورب العمل. من جهته، انتقد عبد الله العدوان قرار إدارة مطار عرعر بعدم السماح لسيارات الأجرة من موديلات 2006 فأقل بدخول ساحة المطار لنقل الركاب، وقال: الإجراء الجديد يمنع دخول سيارات الأجرة التي مضى على صنعها أكثر من خمس سنوات، وفي نفس الوقت هناك من ينقل الركاب بسيارات خاصة موديلاتها قديمة ولا أحد يعترض، وطالب إدارة المطار يتجاوز الشرط، وإفساح المجال لسيارات الأجرة المعتمدة بالعمل بحرية بغض النظر عن موديل السيارة، خصوصا أن هذا مصدر رزقنا الوحيد - على حد قوله.