يحرص كثير من نجوم كرة القدم على توريث الكرة لأبنائهم، ويساهمون بتعليمهم فنونها وأسرارها منذ الصغر، عبر الترغيب، والتحبيب، فالأبناء يعيشون الأجواء، حتى ينمو العشق وتنشأ المحاكاة، ويزحف التقليد، حتى يتجاوز حدود الاجادة الى الهيام، ولكن في بعض الاحيان يحاول معظم النجوم تجنيب ابنائهم بطريقة، أو بأخرى دخول المعترك الرياضي، خشية ضياع تحصيلهم العلمي. «عكاظ» طرحت تساؤلا يدور حول هذه التوجهات.. فحواه أن معاناة ركل الكرة بأحلامها وأفراحها وأشجانها هي من يصنع هذه الرغبات عند الآباء، فكيف سيكونون مع ابنائهم.. فاختارت 3 من اولياء أمور لاعبين في منتخبنا الوطني لدرجة الناشئين، الذي يستعد حاليا لخوض غمار البطولة العربية بجدة، وهم (منصور حسين مدافع النادي الاهلي السابق، ومحمود اسامة كابتن فريق الوحدة، وعبدالله الغميز امين نادي النجمة حاليا) وهو لاعب سابق، ليقف القارئ على الأجواء التي قد تدفع الآباء الى تحبيب ابنائهم باللعبة، أو تجعلهم أول المعارضين لتكرار التجربة، لسبب أو لآخر، لنرى ماذا يقولون: أسرار ومهارة في البداية يقول منصور حسين إن ابنه (نادر) ظل متعلقا به، حتى وصل به الامر الى انه طلب منه أن يلعب معه الكرة في المنزل، فيقول «رأيت اهتماما كبيرا من نجلي بالكرة وهياما منقطع النظير، فلم أشأ أن أحرمه هذه المتعة، وبدأت اللعب معه وتعليمه اخلاقيات وأسرار اللعبة، والطرق الصحيحة لممارستها فازداد حبا في الكرة وعالمها، ولمست عن قرب انه يمتلك الموهبة ما دفعني للذهاب به لأكاديمية النادي الاهلي، من اجل تنمية قدراته، وفعلا وصل الآن الى منتخب الناشئين. وللحقيقة انا على تواصل دائم معه في النادي، والمنتخب، والمدرسة، من اجل خلق التوازن بين هذه الأطراف، ولن أتوانى عن تقديم كل ما يدفعه لأن يكون نجما يشار له بالبنان في القريب ان شاء الله». وتابع «رغم أنني كنت في البدايات أشعر أنه سيهدر الكثير من الوقت أمام ترهل مستواه التعليمي، غير أن اهتمام أكاديمية النادي الأهلي له الدورالبارع في هذا المنحى، فهي تسعى الى التهذيب الاخلاقي وترنو بالصغار الى العلا في التعليم، من خلال المتابعة الدقيقة لهؤلاء النشء، بالاضافة الى رفع معدلات مهاراتهم الكروية بما يجعلهم خامة مستقبلية لا تقبل الجدال، متى عرفوا السير الصحيح لاكمال هذه النجومية، وذلك عبر التحفيز والترغيب ومكافأة المتفوقين دراسيا». مخالفة مبكرة ويقول قائد فريق الوحدة السابق محمود اسامة إن ابنه خالفه في التوجه للنادي الذي قدم والده (الوحدة) حيث التحق بأكاديمية النادي الاهلي، نزولا عند رغبته. وأضاف «لاحظت منذ وقت مبكر ان ابني (سلطان) يمتلك الموهبة، واصبح يزاول الكرة في المنزل، وفي الحارة مع ابناء الجيران، ويتابع المباريات على مختلف جهاتها، بما يعني أنه بات مغرما بالكرة وعالمها، بل باتت شغله الشاغل، وراح يبدي لي رغبته في ممارسة الكرة بشكل رسمي، وبحكم أن النادي الذي ترعرعت فيه ليس لديه أكاديمية توجهت به لأكاديمية النادي الاهلي، التي ساهمت بشكل كبير في صقل موهبته وأوصلته الى منتخب الناشئين، واليوم انا اتابعه بشكل يومي في النادي وفي مدرسته، لأنني اشترطت عليه التحصيل العلمي اولا قبل كل شيء، وهو ما تحقق وبجدارة ما شجعني على الاهتمام بمستقبله الرياضي، وللحقيقة بت ألمس تطوره المتسارع، حتى وصل للموقع الحالي، وما زال يحظى بالكثير من اهتمامي ليكون أفضل مما هو عليه الآن، اضافة الى حرصي الكبير على أن يكون متفوقا في تعليمه، ولن اكتفي باقصى درجات التعلم باذن الله». ابن الوز عوام ويشير عبدالله الغميز والد اللاعب محمد الغميز الى ان ابنه يمتلك الموهبة منذ الصغر وتعلق بكرة القدم بشكل كبير ولا يمكن لاي شخص ان يقنعه بالعدول عن ممارستها. وأضاف «حين تأكدت انه قادر على تنمية مهاراته الفنية ولديه القدرة ايضا على خدمة ناديه (النجمة) قدمته للنادي، ولم يخيب ظني ساهم بشكل كبير في صعود ناشئي النجمة هذا العام للدوري الممتاز للناشئين، وانا الآن على اتصال دائم به في المنتخب وحريص جدا على متابعته في المدرسة، والحمدلله وجدته متفوقا في دراسته، وفي مزاولته لمعشوقته كرة القدم، وأنا اول الناس الذين شجعوه على المضي قدما في عالم كرة القدم، واتمنى من الله سبحانه واتعالى ان اشاهده يرتدي قميص المنتخب الاول ويدافع عن شعار بلاده في المحافل الدولية هذه أمنية اب لابنه».