صور المتظاهرين في أكثر من بلد عربي يقفون أمام دبابات الجيش، صامدين أمام حملات الاعتقال والقتل اليومية، يعني عمليا فشل الحلول الأمنية في قمع الحراك الشعبي، وسقوط سياسة العصا الغليظة، التي لم تعد حلا للأزمات، بل محرك رئيس لاستشكالات متنامية، في ظل تبدلات حادة في سيكيولوجية وفكر المواطن العربي، الباحث عن حقوقه المشروعة في الحياة الكريمة. هذه المتغيرات الحادة في الذهنية العربية، لم تستوعبها الحكومات العربية بشكل جلي، خاصة الأنظمة البوليسية منها، التي لازالت تعيد إنتاج سلوكيات الستينات، وخطاب السبعينات بأفكاره، ومفرداته، وأحيانا بشخوصه، لجمهور مختلف، في زمن مختلف، بالمعنى السياسي والإعلامي والتقني. الحكومات العربية المأزومة حاليا باضطرابات متصاعدة، لازالت تعيش إشكالية تجاهل الرأي العام وتهميشه، وتغييب المواطن عن حقه في المشاركة الوطنية، والعدالة الاجتماعية، اللازمتين لمعادلة المواطنة الإيجابية، والاستقرار الوطني.. الجمهور العربي (الجديد) بحاجة إلى سياسات إعلامية حديثة ومنهجيات اتصالية جديدة، تعلي من شأن الرأي العام في الأولويات السياسية، من خلال استراتيجيات وطنية واضحة، محورها الرئيس التفاعل مع المواطن، بأدوات جديدة، وخطاب حديث بمضمونه ومنطوقه، وشخوصه، فلا يمكن حقن محركات الإعلام الجديد، بمواد قديمة، فقدت قدرتها على النفاذ الاجتماعي نحو الجمهور المستهدف. وفي ظل المتغيرات الجارية حاليا، لم يعد هناك شأن داخلي، وشأن خارجي، أو سياسات إعلامية محلية، وسياسة إعلامية دولية، فالخبر المحلي، والصورة، والرأي، ليس بالإمكان التعامل معها من خلال الحجب أو الوأد، بل من خلال المعالجة الوطنية الذكية.. فإدارة الأزمات السياسية، تتطلب قدرة عالية على إدارة الرأي العام، وصياغة التوجهات، وحشد الجمهور خلف المشروع الوطني.. وهنا يكمن التحدي ؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 166 مسافة ثم الرسالة