التحولات الحادة والعميقة في المشهد الإعلامي دوليا وإقليميا ومحليا، إن على المستوى التقني، أو الخبري، أو حتى المتغيرات الدراماتيكية في ذهنية ونفسية الجمهور المستهدف، تستدعي إجراء مراجعة شاملة لكافة المنظومات الإعلامية، خاصة مع تفاقم الأحداث الجيوسياسية في المنطقة. ما يعني أهمية انبثاق مشهد إعلامي جديد، أكثر فاعلية، لجهة مضمون الخطاب، ودرجة التأثير والمصداقية، وحرفية الممارسة المهنية الواعية والمسؤولة، لإعادة الجمهور إلى وسائل الإعلام الوطنية، ووفق برامج إعلامية ذكية وواعية. فإلاعلام حاليا، يعد القوة الثالثة بعد القوى العسكرية والأمنية، ما يعني أهمية تفعيل هذه القوة، واستثمارها، وتوظيفها، في مشاريع البناء الوطني، والإصلاح، والتنمية، ومكافحة الفساد، وتكريس روح المسؤولية العالية، والمواطنة الإيجابية الملتزمة، وخدمة الصالح العام. وتفعيل المحركات الإعلامية الوطنية، وخلق مشهد إعلامي جديد، قادر على التعاطي والتفاعل مع جمهور الشباب، مما يتطلب إحداث تحولات واسعة في الرؤية الإعلامية، والأولويات، والممارسة المهنية، حتى يتم فعلا النفاذ إلى قطاع الشباب (الجمهور الرئيس) والتفاعل مع اهتماماته وقضاياه، عبر مشروع إعلامي جديد وغير تقليدي، في الفكر والممارسة. فالحراك الحالي في المجتمعات، هو حراك إعلامي/ معلوماتي، في الفكر والمعلومة والسلوك، أي مدى القدرة على التناغم مع اهتمامات الرأي العام، والتأثر بها، والتأثير فيها، في عملية دينامية، حيوية، لصياغة التوجهات، وحشد المواقف، خلف المشاريع الوطنية الكبرى. وهذا العمل من المشاريع الكبرى، يتطلب عملا دؤوبا، وذكيا وشاقا، يتجاوز المصالح الضيقة، والشلليات، إلى رؤية واسعة، لجهة إشراك كافة الفاعلين في العملية الإعلامية الوطنية، وإدماج مختلف النخب في شرائح وقطاعات المجتمع، فعمليات التغيير والبناء الوطني؛ لا تنجح دون إشراك الجميع في المشروع، حتى يتم تبني الفكرة والموقف. لا سيما أن الوعي العام قد تبدل، وذهنيات الجمهور أيضا تغيرت، وقطاعات الرأي العام تختلف من منطقة لمنطقة، مثلما تختلف أيضا باختلاف قطاعات المجتمع، ومكوناته المختلفة، نحو العديد من القضايا والموضوعات، فلكل شريحة اجتماعية مرجعيات الفرعية، وقادة رأي يؤثرون بها، ويتأثرون فيها، وهذا الأمر يؤكد الصعوبات والتحديات التي تواجه حاليا الأنظمة الإعلامية، لجهة المتغيرات المحلية، والإقليمية، أو المتطلبات اللازمة لتفعيل الأنظمة الإعلامية (القوة الثالثة) إذ قد تمتلك القوة أحيانا، ولكن لا تمتلك الفاعلية. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 166 مسافة ثم الرسالة