«نساء مضطهدات» هو اسم الكتاب الجديد للدكتورة موضي الزهراني، وهو عبارة عن بحث نفسي – اجتماعي يستعرض قصص عشر من النساء السعوديات في عشرة فصول، ومقدمة تستعرض أوجه العنف الذي تتعرض له المرأة وأسباب رضاها بالعنف وخطوات مقترحة تؤدي لرفض العنف والخروج من قمقمه. كل واحدة من هؤلاء النساء العشر لها قصة طويلة حزينة مع ظلم الرجل واضطهاده ومعاناة المرأة مكسورة الجناح مع زوج مدمن للمخدرات أو أب يريد أن يستأثر بمرتبها أو أخ جاهل يحبسها ويعذبها لأسباب لا يقرها عقل ولا دين. تستعرض الباحثة في أسلوب روائي دقيق الوصف حياة هؤلاء النسوة العشر والتجربة التي عشنها مع الاضطهاد. ثم تعقب على القصة بتحليل نفسي لشخصيات القصة ونقاط الضعف في موقف الضحية، ثم تقدم تجربتها في مجال حماية المرأة بصورة إرشادات تحتاجها المرأة المضطهدة، فتبين أن حب المرأة لزوجها مدمن المخدرات وصبرها العقود المتتابعة على ضربه لها وإهانته لها ليس هو التعبير الصحيح عن المحبة. وأن الفعل الواجب هو اللجوء لأجهزة الدولة ودور الرعاية ومراكز علاج مدمني المخدرات. فالمدمن لا يملك مجرد القدرة على تقدير التضحيات التي تراق من أجله، ربما يشعر بذلك بعد معافاة الله له مما هو فيه، أما وهو في حالته تلك، فلا بد من الحلول القاسية التي سيقدر قيمتها فيما بعد. الخوف هو أحد العوامل الأساسية في معاناة هذه الشريحة من النساء، والذي ترى الباحثة أنه لا خيار أمام المضطهدة إلا مواجهته مبكراً من أجل نفسها ومن أجل أطفالها، خصوصاً وأنها في النهاية ستتغلب عليه مع مضي العمر وذهاب الشباب والقدرة على الخروج من حياة البؤس لخيار أفضل. كما أنه لم يفت الباحثة أن تسوق قصة واحدة للمرأة «الأنموذج» التي صرخت في وجه الاضطهاد باللجوء لمؤسسات الدولة والمحاكم التي أنصفتها من الظلم. في ختام البحث هناك تدوين لأسماء وعناوين الجهات الحقوقية السعودية التي يمكن أن تلجأ إليها المضطهدة، مما يشي بنية صادقة لدى الباحثة في تخفيف معاناة من عاشت معاناتهن، وهذا البحث قدير حقيقة بأن يدعم وينتشر بين صفوف النساء لما فيه من توعية كبيرة للنساء بحقوقهن ودخول في التفاصيل الدقيقة والمطبات الصعبة التي قد تواجهها المرأة وكيفية الخروج منها بأخف الأضرار.