قال وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: إن أمامنا تحديا كبيرا في مجال الدعوة الإسلامية ونشرها، وعلينا إحياء أنواع من الفقه والفهم لرسالة الإسلام، والتكاتف بين المسلمين لمواجهة هذه التحديات، ومد جسور التواصل مع غير المسلمين لإحياء فقه المعرفة». وأضاف آل الشيخ في ختام زيارته لإندونيسيا: «بحكم تجربتنا وجدنا أن الأغلبية لا يعرفون الإسلام بصورته الحقيقية لقصور في نقل المعرفة الإسلامية للمراكز البحثية وللجامعات ومراكز القوى الدينية في العالم»، مشيرا إلى أن ذلك يقتضي أن تكون هناك برامج مكثفة وحلقات وصل منوعة للتواصل مع كل قوى المعرفة في العالم لنعرفهم بالإسلام والمسلمين وحقيقة مبادئه، مبينا «لهذا دعا خادم الحرمين الشريفين إلى برامج واسعة للحوار بين أتباع الديانات والثقافات في العالم؛ لأن بينهم قواسم مشتركة يمكن أن تسهل وصول المعرفة بهذا الدين، وإحياء القواسم المشتركة لخدمة الإنسان والمبادئ المشتركة». وكان آل الشيخ قد حضر في العاصمة الإندونيسية جاكرتا مسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز السنوية لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية على مستوى دول آسيان والباسفيك التي أقامتها الوزارة تحت رعاية الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانق يودويونو، وشاركه في افتتاح المشروعات التي أنشئت على نفقة المملكة بتكلفة زادت على 24 مليون ريال التابعة للمجلس الأعلى الإندويسي للدعوة الإسلامية، منها: العمارة الوقفية لخادم الحرمين الشريفين لدعم البرامج التعليمية والتثقيفية في جاكرتا، الحرم الجامعي لخادم الحرمين الشريفين في معهد محمد ناصر العالي لعلوم الدعوة في بكاسي، مركز الأميرة نورة بنت عبدالرحمن آل سعود للدعوة والتربية والأعمال الإنسانية في جاكرتا، مكتبة خادم الحرمين الشريفين، مشروع المطبعة الوقفي الاستثمارية، ومشروع الدورات الشرعية للدعاة. وفي حديثه عن مسابقة الأمير سلطان لحفظ القرآن والسنة لأبناء دول آسيان والباسفيك، أوضح آل الشيخ أن المسابقة شحذت همم أبناء المسلمين في تلك المنطقة على حفظ كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وزادت صلتهم بهما والاهتداء بأحكامهما والتخلق بآدابهما، وغرست العقيدة في قلوبهم بما يحميهم من الأهواء والفتن. ورفع شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتكفله بجوائز المسابقة على نفقته الخاصة ابتغاء لما عند الله، سائلا الله تعالى أن يحفظه وأن يجزيه خير الجزاء لقاء هذا الدعم السخي لتشجيع أبناء دول جنوب شرق آسيا. وأكد أن اهتمام الأمير سلطان بالمسابقة ورعاية الرئيس الإندونيسي لها يجسد عمق العلاقة بين البلدين، وإقامتها في إندونيسيا تأكيد لاهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بالدعوة الإسلامية ونشر القرآن والسنة في جنوب شرق آسيا والباسفيك. وأكد أن المملكة صاحبة رسالة تهدف إعادة الناس إلى الكتاب والسنة بعيدا عن البغضاء والشحناء، وترسيخ المنهج الوسطي للسنة النبوية، والابتعاد عن مناهج الغلو والتطرف التي تؤدي إلى المساس بوحدة المسلمين وبمقدراتهم أو بشعوبهم، لذلك نضع البرامج الكفيلة بترشيد الفكر الإسلامي وترشيد العقل من براثن الغلو والتكفير.