يكثر الجدل حول أهمية وجود الخادمة في المنزل، فهناك من يرى في وجودها شيئا أساسيا لا يمكن الاستغناء عنه ولكن بشروط محددة ووفق المعقول، فيما يرى آخرون أنه شر وقنابل موقوتة وسبب رئيس في خراب الكثير من الروابط الأسرية، نتيجة الاستعانة بخادمة صغيرة في السن وأحيانا قد تكون أجمل من الزوجة نفسها، ما يولد لدى ربة المنزل غيرة عمياء تقود إلى مشاكل لا نهاية لها، فضلا عن المشكلة الكبرى والمتمثلة في وجود خادمة شابة في منزل فيه مراهقون لا يحظون برقابة مباشرة من الوالدين. هذا الوضع أفرز مشاكل اجتماعية عدة، وهناك زوجات انهارت علاقتهن بأزواجهن بسبب الخادمة، وأزواج تزوجوا بخادماتهم لانشغال الزوجة بأطفالها أو وظيفتها أو بصديقاتها، ولم تراع واجباتها تجاه الزوج الذي يضعف أمام إغراء الخادمة الأصغر سنا وأكثر جمالا من الزوجة، وهنا نحاول استخلاص بعض العبر والتجارب من نساء مررن بهذه التجربة وكيف تعاملن معها وكانت الآراء كالتالي: مهام محددة في البداية، قالت سارة الزهراني إنها لا تسمح لزوجها بالتدخل في اختيار الخادمة إطلاقا، وأضافت: «نظرتي للخادمة لا تتعدى كونها عاملة عندي ولي أسلوبي الخاص في إدارة منزلي، ومن هنا أضع شروطا معينة على الخادمة أهمها أن لا يتعدى عملها تنظيف المنزل والملابس»، وخلصت إلى القول: «كانت لدي عاملة لم يعجبني وضعها الأخلاقي، ما أثار غضبي وأنهيت خدماتها عندي». شروط معينة بدورها، بينت أمل الحربي أنها تختار الخادمة المنزلية بشروط معينة، وغالبا ما تختارها صغيرة بغض النظر عن شكلها باعتبار أن تكون بشعة وعيونها «زائغة» أو جميلة وفي نفس الوقت أخلاقها حميدة، ومهمتها الطبخ والغسيل ولا تتعدى سواه، «وبالنسبة لفارق الجمال في ما بيني وبينها فأنا اهتم بنفسي ليس من أجل الخادمة بل لكوني امرأة وهو في اعتقادي أمر طبيعي في كافة الأحوال». حاجة ملحة ولعزة الغامدي قصة من نوع آخر، وقالت: «في لحظة حرجة من حياتي دخل علي زوجي بخادمة جميلة وصغيرة، وكنت وقتها في مرحلة ما بعد الوضع، فكنت أجدها تهتم بزوجي وتضطلع بطلبات المطبخ الناقصة وتهتم أكثر بملابس أولادي وزوجي، في تلك الأثناء شاهدت آثارا لمرض جلدي باديا على أجزاء من جسمها وخاصة في اليدين والوجه، ما زاد مخاوفي من أن تكون مصابة بمرض معد خطير، فدبرت حيلة لطردها من المنزل خوفا على حياة زوجي وأولادي، وبتفتيش حقيبتها وجدت أدوات زينة كاملة وملابس نوم مغرية وصورا لرجال كانت تعمل لديهم من قبل». وضع طبيعي وذكرت مريم الشهري أنها تعمل معلمة للمرحلة الثانوية، وعملها يجبرها على البقاء خارج المنزل لوقت متأخر، وأضافت: «هذا الوضع يضطرني إلى ترك مهمة إدارة المنزل للخادمة أثناء غيابي، ولا انزعج من هذا الأمر واعتبره وضعا طبيعيا جدا، ومعاملتي للخادمة لا تختلف عن معاملتي لبناتي، وحقيقة لم أشاهد منها ما يعكر صفو حياتي إطلاقا». تصرفات غريبة وبينت أم خالد، أن عملها كطبيبة لا يضع لها مجالا للاستغناء عن الخادمة في إدارة المنزل، وقالت: «استقدمت منذ مدة سائقا وخادمة، وبعد مرور أربعة أشهر لاحظت بعض التصرفات والأفعال الغريبة من الخادمة ومنها اختلاؤها بالسائق فأخبرت زوجي وبمواجهتها اعترفت بأن علاقة حميمة تربطها بالسائق الذي اتفق معها لسرقة المجوهرات الموجودة في المنزل والهروب سويا». مشاكل مستمرة ولسميحة الثعلبي قصة أخرى مع الخادمات تختلف عن غيرها على حد قولها وقالت: «كلما جلبت خادمة لمساعدتي في الأعباء المنزلية، أجدها تتسبب لي في مشكلة لا تنتهي بسبب طلبها لإجازة أسبوعية وتحديدا يوم الجمعة من كل أسبوع، وبعد تقص ومتابعة دقيقة علمت أن هناك من يغري خادماتي بمبالغ كبيرة للعمل في مكان آخر».