تضج المحاكم العربية بالكثير من قضايا الملكية الفكرية، بيد أن هذه القضايا لا يتم التعامل معها بجدية من جانب المتضررين، وكذلك من جانب الجهات الرسمية، عدا بعض الحالات القليلة التي حسمت بقرار واضح، ولعلنا نتذكر سحب جائزة الشيخ زايد من الكاتب الجزائري الدكتور حفناوي بعلي، بعد اتهامات له بالسطو على إنتاج مؤلفين آخرين. ويتجلى عدم الجدية في بعض التهم التي لا تصل إلى حلول حاسمة وواضحة ومنها تهمة الكاتبة سلوى العضيدان للشيخ عايض القرني بالسطو على محتوى كتابها «هكذا هزموا اليأس». بل أن بعض القضايا من هذا النوع تتحول إلى محاولة لجلب الأضواء بعيدا عن النتائج الرادعة ومنها ما تثيره بعض وسائل الإعلام هذه الأيام حول التهمة الموجهة من الدكتور يمان نجل الكاتب الراحل الدكتور عبدالرحمن رأفت الباشا، لكل من الداعية الشهير طارق السويدان والدكتور عايض القرني والتي تفيد بأنهما قاما بالسطو على مؤلفات والده. وفي المقابل، نجد أن المجتمع الغربي أكثر صرامة وجدية في التعامل مع قضايا الملكية الفكرية ولعلنا نستحضر قضية ملصق حملة أوباما الانتخابية «Hope أمل» التي لا تزال قيد التداول في المحاكم القضائية المختصة، وكان قد التقطها مصور وكالة «أسوشيتد برس» للرئيس أوباما وهو يجلس إلى جانب الممثل جورج كلوني، وقام الفنان شيبرد فيري بالبناء عليها في ملصقه، وتم اختيار الملصق للمشاركة في معرض معهد الفن المعاصر في بوسطن.