يغالب النعاس شوارع جدة في الفترة الصباحية وسرعان ما تستيقظ وتتحول في المساء إلى ما يشبه خلية النحل إذ يتسابق قاطنوها على الخروج لقضاء حاجياتهم مستغلين رطوبة الليل بعد أن بدأت درجات الحرارة تعلو بشكل ملحوظ. وما أن يحل الليل على وجه العروس حتى تتحول إلى ما يشبه الشعلة المتوهجة إذ تبدأ المركبات في غزو الشوارع ويتزاحم نحو مليون نفس ويتضاعف العدد حتى يصل إلى الضعف إذ يبدأ الناس في الزحف إلى الشوارع والمراكز التجارية والمنتزهات لكن لابد من حدوث ما يعكر صفو الأسر خلال ليل العروس إذ تتسبب انقطاعات الكهرباء في تنغيص فرص الفرح إضافة لمشاريع الأنفاق والجسور والصرف الصحي التي تغص بها الطرق وتكاد لا تهدأ على مدار الساعة. ويرى سكان المدينةالغربية أن الزحام أربك الحياة اليومية في جدة الأمر الذي كبح جماح الخروج لديهم وحجم خروجهم بينما يشكو آخرون عدم وجود فرص للتنزه والترفيه تكفي حاجة المدينة إضافة لفريق ثالث يشكو من غياب الرقابة على المحال والمطاعم التجارية، كما شكا البعض قلة الفرق المرورية التي يتوجب أن تكون أكثر انتشارا للحد من المخالفات المرورية وأكثر جدية في تخفيف الزحام الذي تشكو منه العروس. ويرى رائد عبدالله أن ما يشوه منظر جدة تراكم النفايات في شوارعها وبين أزقة بعض الأحياء إضافة لانقطاعات التيار الكهربائي التي تتعرض لها بعض الشوارع الداخلية. ويستطرد عبدالله المدينة بلا هوية معمارية إذ يلفت انتباه المار برج شاهق وبعد عدة أمتار منزل شعبي متهالك وبين هذا وذاك بركة مياه إما لصرف صحي أو طفح مياه شرب من خزان منزل. من جهته يقول محمد وزنه «القادم إلى جدة عبر مطارها يصطدم للوهلة الأولى بإمكانات المطار الهرمة وعلى الطريق ورش للحديد وطرقات مرقعة وكأن المدينة ليست واجهة سياحة دينية واقتصادية في ذات الوقت». وعقب نائب رئيس المجلس البلدي في جدة وأمين عام جمعية مراكز الأحياء المهندس حسن الزهراني على حال العروس بالقول «نجري آلاف الزيارات والجولات في أحياء جدة لمتابعة الشكاوى والوقوف ميدانياً على هموم الناس، وأصدرنا الكثير من التوصيات والقرارات التي تصب في صالح المواطنين وتهدف إلى تخفيف المعاناة عنهم، وتوصلنا إلى الكثير من التوصيات والقرارات المهمة لرفع مستوى أداء الأمانة وبعض التعديلات في أنظمة ولوائح الشؤون البلدية والقروية، وأخذ بالبعض منها، وما زال الآخر تحت الدراسة». وأضاف «لم يتوان بلدي جدة عن طرح جميع مشاكل وهموم الناس والتصدي لها ودراسة الكثير من الأمور التي ستظهر آثارها في الفترة المقبلة، ولدينا عدة ملفات تمثل أولويات في المرحلة المقبلة، هي: تصريف السيول والأمطار والمياه الجوفية، الإصحاح البيئي، شبكة الطرق والزحام المروري، نظام المباني وتصاريح المباني والطوارئ، والحدائق والمساحات الخضراء».