وأخيرا، قررت إندونيسيا إيقاف قدوم عمالتها إلى المملكة بعد مناورات كثيرة خلال السنوات الماضية ارتعدت بسببها فرائص العائلات السعودية بعد أن أصبح ارتباطها بهذه العمالة (وهي لا تزيد على شغالة وسائق) عضويا ومصيريا.. وقد كتبت خلال إحدى تلك المناورات مقالا عنوانه (ليت إندونيسيا تفعلها) حتى نصحو من تخدير مزمن، ونحاول أن نتدبر شؤوننا بأنفسنا ونعيش حياة طبيعية كما تعيش المجتمعات الأخرى.. لا تهمني الآن الأسباب والحيثيات للقرار الإندونيسي؛ سواء كانت مشروعة من أجل حفظ حقوق عمالتها، أو كانت تنطوي على ابتزاز يستغل حاجة مجتمعنا وضعفه تجاه الشغالة التي تمثل الإندونيسية رمزها التاريخي في المملكة. ما يهمني أن إندونيسيا فعلتها أخيرا، ووضعت المجتمع السعودي أمام الأمر الواقع. حتما ستكون هناك بدائل بشكل أو بآخر، ولكن كيف للمجتمع السعودي أن يعيش بدون شغالة إندونيسية؟؟.. أولا، لم يعد سرا أن سوق الشغالات الإندونيسيات أصبحت مافيا كبيرة أخطبوطية تدار من جاكرتا، مركزها الرئيسي، عبر فروعها في المدن السعودية الرئيسية. معظم المواطنين تذهب نقودهم هباء منثورا، حين تأتي شغالة ثم تغادر المنزل إلى الشارع بعد أيام قليلة لتنضم إلى السوق السوداء، هكذا وبكل بساطة، دون وجود قانون يحفظ حق المستقدمين، هذه السوق السوداء هي الرئيسية الآن، وهي التي تعبث في البلد كما تشاء، وتسبب مشاكل لا حصر لها.. إذن، يجب أن نشكر إندونيسيا بدلا من لومها لأنها ستخلصنا من هذه المشكلة. ثانيا، لن تخلو أرض الله من البدائل إذا كان ولا بد من الشغالة.. وثالثا، وهو الأهم، كم نتمنى أن نعيد ترتيب أوضاعنا للتخلي عن ثقافة الشغالة إلا في أضيق الحدود، وللضرورة القصوى، وبعد الفرز الجيد، ووضع أنظمة وقوانين لهذا الموضوع.. فقط، تأملوا البصمة السعودية خلال الصيف حين تنتشر العائلات السعودية في العواصم السياحية. أصبحت العائلة تعرف بالشغالة وليس العكس.. مشهد غير حضاري أبدا لأسراب العائلات السعودية وهي تجر خلفها أسراب الشغالات. دخلنا في إشكالات حقوقية وقانونية بسببهن، إضافة إلى الخلل الكبير الذي حدث في بنية العائلة السعودية نتيجة ارتباطهن بها.. ومثلما هي الحملات التي تظهر على مواقع التواصل الاجتماعي، هل نرى حملة جديدة اسمها (عائلة سعودية بدون شغالة)؟؟ [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة