أكدت الدكتورة تهاني الغريبي أستاذه الأدب الإنجليزي بجامعة الأميرة نورة وعضو جمعية المسرحيين السعوديين أن المسرح السعودي يقوم على جهود المناضلين فقط ويعاني الكثير من المعوقات، مشيرة إلى أن أغلب ما يطرح من معوقات هي المعوقات اللوجستية، كقلة الدعم المادي والمباني رغم أن هناك معوقا مهما وهو غياب المكون الفلسفي في المسرح العربي، جاء ذلك في ندوة الدراسات العلمية النسائية السعودية في المسرح والتي نظمت صباح أمس ضمن فعاليات مهرجان الفرق المسرحية الأهلية الأول الذي تقيمه جمعية المسرحيين السعوديين، وقارنت الدكتورة تهاني بين المسرح الغربي والمسرح العربي من عدة جوانب منها الجانب الفلسفي، وأشارت في حديثها إلى أننا في العالم العربي أغرقنا في الرمز ولم نغرق في الدلالات، مبدية أملها في أن يتحقق المسرح المركب وليس المسرح المسطح، مؤكدة أن العالم العربي لا تنقصه الموضوعات لكن المشكلة تكمن في الكتابة مختتمة حديثها بالمطالبة بالتغيير الفلسفي، مشيرة إلى الفرد العربي بحاجة إلى نماء وليس تنمية. ثم تحدثت الأستاذة الباحثة الثقافية والكاتبة حليمة مظفر عن (ربع قرن من المسرح السعودي)، وتناولت فيه قرار اختيارها لموضوعها في رسالة الماجستير وسبب اختيارها لدراسة المسرح رغم المعوقات كقلة الدراسات والمؤلفات، حين بدأت على أمل الحلم الذي أصبح استشراف لواقع المسرح السعودي، وذكرت أن سبب اختيارها للموضوع على الرغم من وجود موضوعات أخرى سهلة نتيجة لإصرارها وتحديها وإيمانها بالمسرح كونه وسيلة من وسائل التنوير الفكري والثقافي، حين يتم التعامل معه بناء على ذلك وليس كأداة سياسية. وتحدثت عن الأساتذة الذين كانوا يمدونها بما تحتاجه من معلومات كالشاعر سامي الجمعان ونايف البقمي في عام 2003م، واستشهدت بمسرحية أقيمت في الأحساء وأنها ترى أنها تفوقت على المسرح البحريني، وأضافت «أننا نستطيع العمل على المضمون وتحويل المسرح لفعل اجتماعي منظم»، وطالبت بأن يكون المسرح ثقافة شارع وألا يقتصر على النخبة فقط، أو أن يكون مجرد تهريج. وتحدثت مظفر عن مفهوم الدراما في النصوص المسرحية من عام 1980 وحتى 2004 هي فترة الدراسة، وأشارت في حديثها إلى دراسة القضايا الاجتماعية والتعليمية والتاريخية، وقالت إننا إلى الآن لم نقدم التاريخ، وما تم تقديمه لايعدو عن كونه مجرد توثيق، وقالت «ولهذا مسرحياتنا التاريخية مملة». ووجهت رسالتها للكتاب لتقديم النصوص برؤية أخرى وتقديم الشخصيات من زاوية استلهام الشخصية للخروج بما هو جديد. وتناولت مظفر في ورقتها المسرح التعليمي وما وصفته ب «وضعه المحزن» وتطرقت لتجربة رجاء عالم ومحمد العثيم وعدم تناول (الأسطورة) بشكل موسع نتيجة لمساسها بالآلهة، وختمت حديثها بمطالبة الوزارة بالاهتمام بالمسرح السعودي بشكل أكبر. ثم بدأت عضو هيئة التدريس في جامعة الطائف الدكتورة في الأدب الحديث لطيفة البقمي بورقتها (صورة المرأة في المسرح.. نماذج متباينة وتاريخ من الصراع)، وذكرت أن الورقة تنطلق من مفهوم النسوية ثم قامت بتعريف النسوية بأنها لا تقتصر على نظرة الرجل للمرأة بل تشمل نظرة المرأة للمرأة أيضا، وتساءلت عما إذا كان المسرح يقدم صورة المرأة الحقيقية، وقالت إنه يظهر المرأة بصورة سلبية تقيدها العادات والتقاليد أو المرأة المستسلمة الخانعة. وذكرت أن «ليست كل امرأة تطبخ وتكنس وتمسح البلاط»، وأن للمرأة مشاركات سياسية وثقافية، وقالت إن المسرح السعودي يظهر المرأة بصورة سلبية نمطية من زاويتين، الأولى هي صورة المرأة المغلوب على أمرها مع التركيز على الفروق الفسيولوجية، مستشهدة بمسرحية (بيت من ليف) لناصر المبارك التي تطرقت لزوج طلق زوجته لأنها لا تنجب الذكور، وكذلك مسرحية ملحة عبدالله التي تصور حالة الابنة منزوعة الإرادة من أبيها وأخيها. أما الزاوية الأخرى فهي النصوص التي صورت المرأة المعنفة أو التي تصورها بالشمطاء والمهملة لمظهرها كمسرحية (ملف إنجليزي) لفهد ردة الحارثي و(الطاحونة) لملحة عبدالله.