ضمن فعاليات مهرجان الفرق المسرحية الأهلية الأول، أقيمت ندوة “الدراسات العلمية النسائية السعودية في المسرح”.، شاركت فيها كل من: أستاذه الأدب الإنجليزي بجامعة الأميرة نورة، وعضو جمعية المسرحيين السعوديين الدكتورة تهاني الغريبي، وأستاذة الأدب الحديث وعضو هيئة التدريس في جامعة الطائف الدكتورة لطيفة البقمي، والكاتبة الصحافية حليمة مظفر. وأشارت الندوة إلى إنصاف جمعية المسرحيين السعوديين للعنصر النسائي من خلال هذا المهرجان الذي سمح فيه للمرأة أن تكون رئيسًا للجنة التحكيم ومشاركتها في التقييم إضافة إلى عقد هذه الندوة. فأكدت الدكتورة تهاني الغريبي على أن المسرح السعودي يقوم على جهود المناضلين فقط، ويعاني الكثير من المعوقات، مشيرةً إلى أن أغلب ما يطرح من معوقات هي المعوقات اللوجستية، كقلة الدعم المادي والمباني، رغم أن هناك معوقًا مهمًا وهو غياب المكون الفلسفي في المسرح العربي. وقارنت الدكتورة تهاني بين المسرح الغربي والمسرح العربي من عدة جوانب منها الجانب الفلسفي، وأشارت في حديثها إلى أننا في العالم العربي أغرقنا في الرمز ولم نغرق في الدلالات، مبدية أملها في أن يتحقق المسرح المركب وليس المسرح المسطح، معتبرة أن العالم العربي لا تنقصه الموضوعات لكن المشكلة تكمن في الكتابة، مختتمة حديثها بالمطالبة بالتغيير الفلسفي، وهو ما يستعصي علينا، مشيرة إلى أن الفرد العربي بحاجة إلى نماء وليس تنمية. وقدمت الدكتورة لطيفة البقمي ورقة بعنوان “صورة المرأة في المسرح- نماذج متباينة وتاريخ من الصراع”، وذكرت أن الورقة تنطلق من مفهوم النسوية، ثم قامت بتعريف النسوية، وبأنها لا تقتصر على نظرة الرجل للمرأة، بل تشمل نظرة المرأة للمرأة أيضًا، وتساءلت عن ما إذا كان المسرح يقدم صورة المرأة الحقيقية، وقالت: إنه يُظهر المرأة بصورة سلبية تقيّدها العادات والتقاليد، أو المرأة المستسلمة الخانعة. وذكرت أن ليست كل امرأة تطبخ وتكنس وتمسح البلاط، وأن للمرأة مشاركات سياسية وثقافية، وقالت: المسرح السعودي يُظهر المرأة بصورة سلبية نمطية من زاويتين.. الأولى هي صورة المرأة المغلوبة على أمرها مع التركيز على الفروق الفسيولوجية، مستشهدة بمسرحية “بيت من ليف” لناصر المبارك التي تطرقت لزوج طلّق زوجته؛ لأنها لا تنجب الذكور، وكذلك مسرحية ملحة عبدالله التي تصوّر حالة الابنة منزوعة الإرادة من أبيها وأخيها، وأما الزاوية الأخرى فهي النصوص التي صورت المرأة المعنفة، أو التي تصورها بالشمطاء والمهملة لمظهرها كمسرحية “الطاحونة” لملحة عبدالله. وأكدت البقمي على أن عروض هذا المهرجان كذلك ساهمت في هذا، واستشهدت بمسرحية “مزحلي جدلي” التي أظهرت المرأة في صورة الخائنة و”المغازلجية”، مع التركيز على المصطلحات الذكورية مقابل المصطلحات التي تظهر جانب الخنوع، وهي الصورة المرفوضة كما تقول. وأشارت إلى أن الهدف من تقديمها ورقتها هو إعطاء نماذج لتغيير صورة المرأة في المسرح السعودي من خلال المحور الإبداعي وكتابة النص المسرحي من خلال المسرح النسوي وطرح المرأة لقضاياها بنفسها حين رأت أن النصوص لم تقم بذلك. وأما حليمة مظفر فتحدثت عن «ربع قرن من المسرح السعودي»، وتناولت فيه قرار اختيارها لموضوعها في رسالة الماجستير، وسبب اختيارها لدراسة المسرح رغم المعوقات كقلة الدراسات والمؤلفات، حين بدأت على أمل الحلم، الذي أصبح استشرفًا لواقع المسرح السعودي، وذكرت أن سبب اختيارها للموضوع على الرغم من وجود موضوعات أخرى سهلة نتيجة لإصرارها وتحدّيها وإيمانها بالمسرح، كونه وسيلة من وسائل التنوير الفكري والثقافي، حين يتم التعامل معه بناء على ذلك وليس كأداة سياسية. وتحدثت عن الأساتذة الذين كانوا يمدّونها بما تحتاجه من معلومات، واستشهدت بمسرحية أقيمت في الأحساء، وأنها ترى أنها تفوقت على المسرح البحريني، وطالبت بأن يكون المسرح ثقافة شارع، وأن لا يقتصر على النخبة فقط، أو أن يكون مجرد تهريج. كما تحدثت عن مفهوم الدراما في النصوص المسرحية من عام 1980 وحتى 2004 وهي فترة الدراسة، وأشارت في حديثها إلى دراسة القضايا الاجتماعية والتعليمية والتاريخية، وقالت: إلى الآن لم نقدم التاريخ، وما تم تقديمه لايعدو كونه مجرد توثيق. ووجّهت رسالتها للكتّاب لتقديم النصوص برؤية أخرى وتقديم الشخصيات من زاوية استلهام الشخصية للخروج بما هو جديد. مداخلات الندوة شهدت مداخلات عديدة، بدأت بمداخلة من الدكتور سامي الجمعان ذكر فيها أن الباحثة السعودية لها السبق في الولوج للنص المسرحي، وأن محاولات الرجال مجرد توثيق لها، وذكر أن المرأة ولجت إليه بعمق. أما عبدالله الجفال فذكر في مداخلته أنه يخالف ما ذكرته حليمة في حديثها عن مضمون المسرح المدرسي، واستشهد بكتابات غسان كنفاني، والتي كانت تدرّس في فترة ماضية وأشار إلى وجود نصوص تناولت تجربة المرأة المناضلة. وذكر إبراهيم الحارثي في مداخلته عن مدينة ينبع التي قدمت أكثر من سبعة عروض مسرحية جميعها نسائية، وتداخلت معه أمل الحسين حول أن العروض لم تأخذ حقها من التغطية الإعلامية، فكيف تصل للناس؟ وذكرت أنها لا تتفق مع لطيفة في أن المرأة تظهر بصورة سلبية، وقالت: إنه لولا الحضور الرجالي لما وصلتنا هذه النصوص، وأشارت إلى أحد العروض النسائية، التي تركت فيها النساء المداخلات الأساسية، وركزن على تخفيض صوت الموسيقى!.