كونه ملتقى القوافل القادمة في طريقها إلى مكةالمكرمة من الحجيج والمعتمرين وكذا الحال بالنسبة للعابرين شمالا باتجاه المدينةالمنورة، فقد أكسب ذلك مركز «قديد» أهمية استراتيجية كبرى إلى جانب المقومات الطبيعية والجغرافية، حيث كانت موارد المياه في قديد محط رحال القوافل للراحة والتزود بالمياه والمؤونة ومن ثم إكمال القوافل لمسيرتها. ولم تتخل هذه الخاصية والمميزات عن «قديد» طوال القرون الماضية بل ظلت ملازمة لها الآن حيث يحظي المركز حديثا بذات الأهمية، فهو الآن ملتقى طريقي مكةالمكرمة مرورا بالجموم باتجاه المدينةالمنورة وكذلك القادمين من طريق الحرمين مرورا بجدة ما أضاف ذلك قدرا من التطور العمراني بحسب الأهالي لا بأس به بالرغم من جود نقص في بعض الخدمات. أثقلت كاهلهم عدسة «عكاظ» خلال جولتها في «قديد» رصدت أطنانا من مخلفات البناء والنفايات والإطارات التي انتشرت أكوام منها في أجزاء من الطرق الداخلية في المركز والمساحات الفضاء. وفى هذا الخصوص أبدى سعيد الحربي من سكان «قديد» تذمره من هذه الأوضاع التي وصفها بالمزرية وقال إنه بالرغم من الزيادة السكانية والنمو المطرد للمنطقة، إلا أن الجميع يعاني من نقص في الخدمات وعدم مواكبتها لحجم النمو السكاني، خصوصا أن المنطقة تعاني من شح واضح في مياه الشرب، ما اضطرها للاعتماد بشكل كبير على الصهاريج التي أثقلت كاهلها ماليا. نقص الخدمات وأوضح أن المركز يعاني من نقص في الخدمات الصحية ما جعلهم يتجشمون عناء مراجعة المستشفيات في رابغ وفي جدة بالإضافة إلى اضطرار عدد من الأهالي للانتقال إلى خارج المركز لمساعدة أبنائهم في مواصلة مسيرة تعليمهم الجامعي. هجر الزراعة ويرى محمد القريقري أن «قديد» منطقة زراعية قديمة، حيث كان الفائض من محاصيل الدخن والحبحب التي يعتمد عليها أبناء المنطقة موسميا في تأمين معيشتهم يسوق إلى بقية المناطق القريبة، وأضاف: إلا أن النقص الحاد في المياه أجبر معظم المشتغلين في الزراعة إلى هجرها والبحث عن مصدر بديل للرزق. وأكد القريقري أن مركز «قديد» يشهد إقبالا كبيرا خلال موسمي الحج والعمرة من قوافل الحجيج الذين تتوقف حافلاتهم في المحطة الوحيدة في المركز خلال مرورهم للراحة، مبيناً أن الإمكانات المتوفرة في المحطة حالياً أقل بكثير من حجم القادمين إليها. وأرجع القريقري الأسباب التي أدت إلى تدني مستوى الخدمات للاعتماد على تقديرات غير دقيقة لحجم الحاجة مقارنة بالنمو السكاني سنويا. المواشي والكتب في ذات السياق، رصدت عدسة »عكاظ» أعدادا كبيرة من الماشية التي كانت تقتات على بقايا الملزمات الدراسية من كتب المناهج والكراسات التي ألقاها طلاب إحدى الثانويات أمام بوابة المدرسة، قبل دخولهم إلى قاعات الامتحان لأداء اختبارات نهاية العام الدراسي، وبحسب الأهالي فإن غلاء الشعير والأعلاف هو السبب الرئيس وراء أكل المواشي للكتب والبقايا الورقية، ورأى الأهالي أن الحل الوحيد لإنهاء معاناتهم فتح الاستيراد من الخارج حفاظا على مصدر رزقهم، خصوصا بعد تعرض أعداد كبيرة من الماشية للنفوق جراء الجوع.