إلى الشمال من محافظة جدة يقع مركز مستورة، على بعد 200 كيلو متر، ويضم المركز عدة قرى وهجر تتبع له إدارياً، كالبثنة، ضيمة، الجادة، الشاقة، النهدي، الرتيق، النصايف، الرقيبة، أبو شوك، الطريفية، والمدرج. والمركز من النقاط الحضرية على ساحل البحر الأحمر التي تكتظ بالسكان، حيث يعمل غالبيتهم في صيد الأسماك، وزراعة المحاصيل الموسمية، كالحبحب، الذرة، القمح، والدخن، واكتسب مركز مستورة أهميته قديماً كونه محطة الوصول لحجاج البحر القادمين من أفريقيا مروراً بينبع، بالإضافة لوجود ميقات الجحفة. رئيس مركز مستورة ناصر بن حسين الغانمي قال: «إن مستورة ذات تاريخ قديم، حيث ورد في المصادر التاريخية، أن أول معركة في الإسلام وقعت في وادي ودان وعرفت بمعركة ودان، كما أن المركز ممر للحاج القادم من الشام، حيث كانت تحط رحالهم للتزود بالماء والغذاء، وإكمال مسيرهم إلى الأراضي المقدسة». وأضاف «حظيت مستورة مؤخراً بنصيب وافر من النهضة الحضارية التي شملت معظم أرجاء الوطن، خصوصاً بعض الخدمات الأساسية كالكهرباء، والهاتف، إلا أنها مازالت تنتظر شبكة الهاتف الأرضي، وعدة خدمات في مقدمتها تمديد شبكة للمياه، وتهذيب الأحياء والقرى التابعة للمركز، والتي بحسب قوله يجري حالياً التنسيق في شأنها مع الجهات المعنية في البلدية لاستكمال إنجاز احتياجات المنطقة». وأوضح الغانمي أن مستورة بدأت تشهد حركة تجارية ظهرت بوادرها في إنشاء مشروع مزرعة للأسماك قيد التأسيس، كما أن هناك مشاريع أخرى، منها تسليم أرض خصصت لإنشاء عشر كليات لفرع جامعة الملك عبدالعزيز للبنين والبنات، تخدم المركز والقرى التابعة له. وأبان أن المنطقة أسوة ببقية المحافظات التابعة لمنطقة مكةالمكرمة، شهدت قفزات تنموية كبيرة بشكل ملحوظ في وقت قياسي، كانت بفضل الدعم الحكومي اللامحدود والمتابعة المباشرة لسمو أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل، الذي دائماً وأبداً يؤكد في توجيهاته خلال زياراته لبذل المزيد من الجهود وتسهيل كل ما يهم المواطن. من جهته، قال حاسن فلاح الغامدي من أهالي الرقيبة (البساتين)، إنهم يعانون من نقص حاد في مستوى الخدمات، خصوصاً جانب النظافة والإنارة، ويطمحون إلى الارتقاء بمستوى الخدمات للأفضل، مما هي عليه الآن كونها لا تزال أقل من مستوى الكثافة السكانية. أما عبدالمنعم الحربي من قرية النوافع التابعة لمستورة قال إن القرية أنشئت بدعم حكومي لتوطين أبناء المنطقة، إلا أن هناك نقصاً واضحا في الخدمات البلدية، والنفايات تنتشر في كل مكان رغم أن القرية لا تبعد سوى خمسة كيلو مترات عن مستورة، مشيراً إلى أن الأهالي يعانون من تدني مستوى الخدمات الصحية ،حيث لا يوجد سوى مركز صحي متهالك يغلق أبوابه يومي الخميس والجمعة، مما يضطرهم إلى تحمل مشاق السفر إلى رابغ، هذا بالإضافة إلى بعد المدارس عن القرية وكذلك انتشار العمالة المخالفة التي وجدت في غياب الرقابة عن قرية النوافع ملجأ آمناً، كما أنهم باتوا يشكلون خطراً على الأهالي خصوصاً مع انتشار سرقة المواشي مؤخراً. «عكاظ» رصدت خلال الجولة انشغال شرطة مستورة بتنظيم توزيع حصص الشعير لمربيي الماشية من أبناء المركز والقرى التابعة له، كما رصدت «عكاظ» مشاجرات بين عديد المنتظرين لأخذ حصصهم من الشعير وملاسنات لولا تواجد الأجهزة الأمنية وتدخلها في الوقت المناسب، كان من الممكن أن تتطور الأمور إلى تشابك بالأيدي بين المستفيدين. مسعود العصلاني وعطية الله الولدي وحميد النافعي طالبوا بالتحرك العاجل للمعنيين في وزارة الزراعة، لإيجاد حل لمشكلة الأعلاف وقالوا «إن كمية الشعير التي يتم إرسالها إلى مستورة كل خمسة عشر يوما، لا تكفي ربع مربيي المواشي، فضلا عن أن شريحة كبيرة من أبناء المنطقة يعتمدون على تربية المواشي وليس لهم مصدر رزق غير ذلك».