إلى الشرق من محافظة رابغ وعلى بعد 35 كم يطل مركز النويبع بتكويناته الجغرافية المتنوعة ما بين السهول والوديان وتلال الحرات البركانية تتخلله مزارع النخيل وشجر الدوم ومزارع الحمضيات. وتقول المصادر التاريخية إن السبب في تسميته بالنويبع يعود إلى كثرة الينابيع العذبة فيه ما ساعد سكانه على احتراف زراعة المحاصيل المتنوعة على مدار العام كالدخن والقمح والذرة بالإضافة إلى زراعة الخضراوات وبعض الأنواع من الحمضيات كالليمون وكذلك زراعة البطيخ التي يشتهر به في مواسم الأمطار ورعي الماشية. ويعد النويبع من المواقع الاستراتيجية قديما إذ كانت قوافل الحجيج والعابرين تمر بها وتتوقف للراحة والتزود بالماء في طريقها للأراضي المقدسة في مكة جنوبا والمدينة شمالا. وبالرغم من بناء قرية خيرية لسكان النويبع والمراكز التابعة له في الحكاك والحامضة إلا أن الأهالي لم يرق لهم السكن فيها لنوعية المواد التي بنيت بها منازل القرية من الصخور التي تم جلبها من الجبال الموجودة في المنطقة والتي بحسب غالبيتهم لا تتلاءم مع الظروف المناخية للمنطقة رغم تزويدها بالتيار الكهربائي ما دفع البعض إلى الهجرة إلى رابغ أو البناء في الموقع الذي يتواجد فيه لتفادي لهيب الصيف الذي تزيد حرارته بسبب صخور البناء. ويقول المواطن محمد الحربي منذ مئات السنين عاش الأهالي في القرية على تربية قطعان الإبل والأغنام في أرضها الغنية بمراعيها الواسعة وأشجارها الدائمة الخضرة وكانوا يصدرون منتجاتهم من سمن وإقط وأغنام إلى الأسواق القريبة كما كانت معيشتهم تعتمد على زراعة المحاصيل كالدخن والقمح والنخيل والحبحب والخضراوات ومع تقدم الزمن وظهور حركة العمران استبدل السكان بيوت الشعر والقش ببناء المنازل وبدأت مسيرة التعليم في الانتشار وانخرط أبناء المنطقة في المدارس لطلب العلم رغم نقص الخدمات وخاصة الكهرباء والطرق والماء وهو ما حدا بالعديد منهم للرحيل منها إلى محافظة رابغ بحثا عن الخدمات. وتحدث عوض الزبالي عن نقص الخدمات وهجرة السكان للمنطقة إلى المواقع الحضرية بحثا عن التعليم لأبنائهم، مشيراً إلى أن المنطقة تشهد حاليا حركة دؤوبة لتنفيذ عدة مشاريع أبرزها مشروع قطار الحرمين وشق بعض الجبال التي تحتوي على منابع للمياه، وطالب بإيجاد وسيلة لحماية تلك المنابع حفاظا على طبيعة المنطقة والمزارع الموجودة فيها. من جهته، يرى محمد القريقري ضرورة مواكبة المنطقة للنهضة الشاملة التي تشهدها محافظة رابغ، مشيراً إلى أن الارتقاء بمستوى الخدمات في المنطقة سيكون له آثار إيجابية على حياة من تبقى من السكان، كما أن حاجتهم للكهرباء والخدمات الصحية والتعليمية وتوفيرها سيخفف الضغط على الإدارات الخدمية في رابغ وسيعمل على تجنيب الأهالي مصاعب الانتقال يوميا إلى رابغ لإنهاء معاملاتهم أو إيصال أبنائهم للمدارس. يذكر أن المخطط الإقليمي لمنطقة مكةالمكرمة أوصى بتقسيم محافظة رابغ إلى ثلاث وحدات تنموية محلية هي وحدة رابغ التنموية ووحدة مستورة ووحدة حجر. وبناء على توصيات المخطط الإقليمي من المتوقع أن يصل عدد سكان المحافظة إلى 188 ألف نسمة عام 1450 بمعدل نمو 4.1% وهو معدل نمو مرتفع مراعاة للمؤشرات التنموية المتوقع أن تتسارع بشكل كبير نتيجة لإقامة مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ضمن نطاق المحافظة.