على الرغم من السرور الذي تجلبه شهادات النجاح للطالبات والطلاب بعد جهد عام كامل من الدراسة، إلا أن هدايا النجاح تظل الفرحة الكبرى لدى الطفل بعد استلام الشهادة، وفيما اختلفت الآراء حول أهمية الهدية وحجمها، إلا أن البعض يصفها بهدية استحقاق مقابل اجتهاده ونجاحه، فيما يراها آخرون أنها تتجاوز معنى الهدية لتحمل بين طياتها رسالة تربوية تحفز الطفل والطفلة إلى مضاعفة الجهد نحو مستقبل ناجح وعملا بمبدأ «لكل مجتهد نصيب». وعلى الرغم من وجود أكثر من 500 مركز متخصص في سوق بيع لعب الأطفال تقدر قيمته ب 600 مليون ريال، يظل الإقبال على مراكز ال 5 نجوم بينما تستحوذ المحلات الشعبية النصيب الأكبر من كعكة المبيعات . عدد من الذين التقتهم «عكاظ» تباينت آراؤهم حول قيمة وأهمية الألعاب كهدايا، فهناك أسر تحدد مسبقا المبلغ الإجمالي للألعاب وأن لا يتجاوز الخمسمائة ريال فيما تشرع أسر أخرى الأبواب أمام أبنائهم لاختيار هدية النجاح التي يريدون دون تحديد سقف مالي لذلك. بداية تقول أمل الحربي أم لثلاثة أطفال «أحرص على تحديد ميزانية لأبنائي عند شراء هدية النجاح حيث تتجاوز قيمتها 400 ريال وذلك لحثهم على الاجتهاد في السنوات المقبلة، ولكن خلاف موسم النجاح أحرص على تقاسم مبلغ شراء اللعبة معهم ليدركوا قيمتها، مشيرة إلى أنها تترك لأبنائها حرية اختيار الألعاب نظرا لكونها هدية موسم حصاد من الجد والاجتهاد. من جانبها، تقول حنان عبدالله أم لأربعة أطفال: عند شراء هدية النجاح لا أفضل اصطحابهم لشرائها، تهربا من الحرج في اختيارهم هدية قد تسبب أزمة مالية، فالطفل عندما يدخل إلى مراكز الألعاب ينتابه شعور بأن جميع الألعاب تحت تصرفه وله إمكانية التصرف، وهذا الموقف مؤكد بأنه سيوقعني في حرج أثناء الشراء فالميزانية المخصصة لهدية النجاح لا تتجاوز 150ريالا لكل واحد. من جهتها، أوضحت دلال حسن أنها دائما تتجه إلى المراكز ذات الأسعار منخفضة، فالألعاب الجيدة مكلفة جدا ولا نستطيع شراءها، فيما أترك لأبنائي حرية اختيار الهدية، فهي غالبا لن تتجاوز ال 100 ريال في المراكز المخفضة. ويرى محمد عبدالرحمن أن اهتمامات الجيل الحالي اختلفت عن الجيل السابق؛ نظرا لازدحام سوق الألعاب بالغث والسمين، وأصبحوا لا يقتنعون بمحلات الألعاب الرخيصة لذا أحدد ميزانية لا تتجاوز 500 ريال، فالغرض ليس شراء الهدية فقط ولكن تعويدهم على الترشيد الاستهلاكي، حتى تكون الهدية بمثابة رسالة تربوية غير مباشرة للطفل. ويتفق رشيد ومحمد وعادل وخالد، على أن ميزانية النجاح لديهم لا تتجاوز الألف ريال، نظرا لأن الألعاب الإلكترونية وألعاب شخصيات المصارعة ليست رخيصة، وأكدوا أن أسرهم تترك لهم حرية الشراء لكن وفق هذه الميزانية. وبدوره أوضح علي عمر مسؤول معرض في أحد محلات بيع الألعاب المشهورة أن الأسعار في المراكز المتخصصة تبدأ من ثلاثة ريالات وتصل إلى 4 آلاف ريال، مشيرا إلى أن المعرض يحتوي ألعابا تناسب الطفل وحتى 20 سنة. وعن حركة البيع في موسم الإجازات أكد انتعاش السوق خلال هذه الأيام المتزامنة مع موسم النجاح، مبينا أن الفتيات يفضلن ألعاب الدمى والمطبخ والمكياج، أما الأولاد فتجذبهم ألعاب الطاولة والتنس والألعاب الإلكترونية «البلاي ستيشن» وشخصيات المصارعين إضافة إلى شراء الألعاب الخاصة بالأندية الرياضية. ويرى أن الأسر تترك لأبنائها من هم فوق سنة الاثني عشر عاما حرية اختيار دون غيرهم. خالد علي (بائع) في باب شريف في جدة أكد أن حركة المبيعات تشهد نموا ملحوظا مع فرحة الأطفال بانتهاء العام الدراسي، وتشهد صناعات لعب الأطفال نمواً في ظل تزايد أعداد السكان العمرية بالمملكة، مشيراً إلى أن الصين تستحوذ على مبيعات سوق ألعاب الأطفال بنسبة كبيرة تتجاوز ال 90 %، ويقول إن السوق السعودية تتسم بألعاب متنوعة من حيث الأسعار والأصناف ومشاركة أكبر لأسماء في عالم ألعاب الأطفال لكافة المراحل العمرية مما يجعل المنافسة على أشدها. وأضاف أن هناك مواقع ومنافذ تسويقية في مناطق بالمملكة اشتهرت منذ القدم برخص أسعارها والبيع بالجملة مما يشجع الأفراد على الذهاب لها محاولة للحصول على أسعار جيدة تحقق لهم مبيعات مجزية في نهاية المطاف. وأشار محمد عبدالله (بائع) إلى أن الألعاب الإلكترونية والتعليمية سحبت حصة من مبيعات السوق ولكن في الآونة الأخيرة تفاعل الأطفال مع ألعاب الذكاء والمهارات بشكل ملفت، مقارنة بالألعاب الأخرى مما أثر على مبيعاتنا في نهاية السنة وجعلنا نركز على هذا النشاط بقوة لمواكبة تطورات السوق.