يفاجأ المرء وخاصة مستخدمي الطرق البرية الطويلة، بتردي خدمات الاستراحات، وقصور ظاهر في مستوى النظافة العامة، ما أدى إلى تفاقم وضعها وزيادة الإهمال في مرافقها، فمن ساقته قدماه إلى هذه الاستراحات لابد من التوقف عندها سواء للمبيت أو التزود بالوقود وتناول وجبة غذائية أو حتى أخذ قسط من الراحة. وبما أن شبكة الطرق البرية الحديثة، قللت من مشقة السفر على المسافرين وجعلت من السفر حدثا ممتعا وأغرت كثيرين على السياحة الداخلية، إلا أن وضع الاستراحات الحالية تعد أحد المنغصات لهذه المتعة، فبدلا أن تكون جاذبة للمسافرين باتت تشكل مصدر خطورة لهم، نظرا لما تعانيه من إهمال واضح، فضلا عن افتقادها للاشتراطات صحة البيئة خاصة في الوجبات الغذائية وحتى في التجهيزات ما جعلها مصدر قلق دائم للمسافرين. ويتذمر المواطنون من مرتادي الطريق الساحلي الممتدة من جدة وحتى جازان، وخاصة أصحاب الأسر من مغالاة ملاك الاستراحات في الأسعار رغم ما بها من علل، فيما يشكو عدد آخر من الروائح الكريهة الناتجة عن سوء النظافة وتهالك الأثاث. ونظرا لأهمية الاستراحات باعتبارها تخدم شريحة كبيرة من المواطنين، أكد مجلس الشورى في وقت سابق إدراكه العميق بأن أوضاع مراكز الخدمة ومحطات الوقود على الطرق لا ترقى إلى ما تعيشه المملكة من نقلة حضارية كبيرة، فيما أرجع تقرير بهذا الخصوص، تدني مستوى الخدمات إلى تعدد الجهات المشرفة على مراكز الخدمة، ونقص الكوادر البشرية والإمكانات المادية والإشراف المستمر، وأيضا عدم وجود شركات متخصصة في إدارة وتشغيل المراكز. وهنا، أكد رئيس بلدية القنفذة سالم بن علي آل منيف عن دور البلدية في متابعة الاستراحات للتأكد من مدى نظافة هذه الاستراحات وملاءمتها للسكن، مبينا ضبط العديد منها لعدم التقيد بالاشتراطات الصحية والنظافة. من جهته، كشف مدير الدفاع المدني في القنفذة العقيد منصور فراج الصاعدي، عن دور الدفاع المدني في متابعة هذه الاستراحات، وقال: نتابع حالات هذه الاستراحات عن كثب، ولا يحصل المستثمر على تصاريح إلا بعد توفير كافة شروط ووسائل الأمن والسلامة، ويتم ذلك بالتنسيق مع البلدية.