أكد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ورئيس المجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، اهتمام المملكة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين والحكومة الرشيدة والشعب السعودي بالأوضاع العربية الراهنة بإحساس وإدراك وآمال أن يعود الاستقرار لكل ما فيه خير الشعب العربي. وقال سموه إن أرواح أبنائنا من شباب ورجال ونساء ورجال أمن غالية علينا ولا نريد أن تقدم هذه الأرواح إلا في ميدان الشرف للدفاع عن المثل العربية وإعادة حقوقها كاملة في فلسطين العزيزة. وأشار إلى أن استمرار الفوضى بين الأخ وأخيه شيء مرفوض وهذا الأمر لا بد أن يرفض من الجميع، مؤكداً أن المملكة قيادة وشعبا تعيش بكل المشاعر مع إخوانها العرب في أي مكان، وآن الأوان أن يحكم العقل في أسرع ما يمكن لما فيه خير للإنسان العربي ودرء للاضطرابات. وأضاف سموه في كلمة له في الحفل السنوي لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية البارحة بالرياض «إخواني قادة القطاعات الأمنية، السادة ممثلي المنظمات الدولية، أصحاب السعادة رجال التعليم والجهاز العلمي لهذه الجامعة العربية التي قامت على أكتاف رجال العلم والتعليم العرب والتي هي من نتاج مجلس وزراء داخلية العرب منذ أن تأسس فقد بدأت مركزا ثم أكاديمية ثم جامعة وقد وصلت إلى ما وصلت إليه الآن بفضل جهود مكثفة ونحن نشاهد معنا خريجي هذه الدفعة من السنة الدراسية العلمي من أبنائنا وإخوننا المتخرجين الذين نرجو أن يكون ما تحصلوا عليه سلاحا قويا معينا لهم في خدمة الواجب». وأضاف: لقد أدرك وزراء الداخلية العرب أن لا قوة ولا قدرة لرجال الأمن إلا بالعلم النافع وبالقدرة مع علم أن يعملوا لخدمة الإنسان العربي ويشاركوا في الأمن العلمي والمكانة العلمية التي لا يمكن أن تكتسب إلا بالمستوى العلمي الذي وصلت إليه المؤسسة العلمية وجامعتنا هذه ولله الحمد أخذت مكانة مميزة عربيا ودوليا ولا يجب أن أقول وأنسب الفضل إلى أهله وهم العاملون في هذه الجامعة من علميين وإداريين وفي مقدمتهم معالي الدكتور عبدالعزيز بن صقر الغامدي الذي له جهود موفقة ومعاونوه، وتوفقت الجامعة في رجالات علم أكفاء في علمهم وممارساتهم الأمنية، لا شك أن الجهود مطلوبة والعقول مطلوبة وقبلها الإيمان بالله ولكن لا بد من المعرفة والعلم وهذا لا يتأتى إلا بجهود مكثفة أكرر شكري للجهاز العلمي في جامعتنا هذه وهو يستحق الشكر للمستوى العالي الذي يتحلى به لقد أثرت جامعتنا هذه المكتبة بالبحوث العلمية في كل مناحي الحياة وفي ما ينعكس على الأمن بالذات وقبل هذا كانت المكتبة العربية خالية من أية بحوث عربية واجتماعية. وأردف سموه بالقول: إن هذه الجامعة أمامها أمان للتوسع في كلياتها وسيكون هناك دعم من سيدي خادم الحرمين الشريفين باختيار موقع جديد لهذه الجامعة ليستوعب أكبر عدد من الدارسين من بنين وبنات والجامعة عازمة على إنشاء أقسام لفتياتنا الراغبات في الدراسة في الأمور التي لها علاقة بالأمن أو بكل ما يتعلق بأمن المجتمع وأخلاقياته وخلافه وأن يكون الوقت قصيراً ونجد أنفسنا في المقر الجديد هذه الجامعة التي تستحق التكريم وتستحق العون من كل الحكومات العربية والمؤسسات العلمية والاقتصادية العربية. وأشار إلى أن الأمن مطلب أساسي وأولي لكل أمة في العالم فليس هناك تقدم علمي أو اقتصادي أو اجتماعي إلا بوجود الاستقرار، الاستقرار لا يحققه إلا الجهد الأمني. وقال: إن هدف الوزارات الأمنية العربية وأنا أحث دائما رجالات الأمن لا بد أن نجعل كل مواطن عربي أن يشعر أنه رجل أمن لا شك أن رجال الأمن يواجهون الجرائم بشتى أنواعها ومن أسوأ ما يواجه مجتمعنا هو تفشي المخدرات وهذا أسوأ داء يمكن أن يتعرض له أنسان وللأسف أن أكثر من يتعرض له الشباب من شباب وفتيات، لذلك يجب أن تتضافر الجهود لمحاربة هذا الداء وأن يعود العاملون فيه وخصوصا إذا كانوا مسلمين أو مواطنين عن امتهان هذا العمل غير الشريف والمغضوب عليه من الله لكني أوصي إخواني وأبنائي رجال الأمن بحسن التعامل مع الإنسان العربي الذي يرتكب الجريمة وهو لا يرتكبها إلا وهو في وضع لا يمنعه من ارتكابها ويجب أن يكون بالإضافة إلى العقاب الشرعي أن يعمل على إعادته إلى إنسان سوي بالتعاون بين المؤسسات الأمنية وبين النيابات العامة والمحققين وهيئة التحقيق والادعاء العام وفوق ذلك القضاء بالتعامل الإيجابي مع هذه الجرائم ولا شك أن من أمن العقوبة أساء الأدب ولكن لا عقوبة إلا بجريمة وبعد ثبات هذه الجريمة فالإنسان يظل أنسانا يجب أن تحترم عقليته وجسده من المساس وبالتالي تأخذ مجرى التحقيق لتقول العدالة كلمتها وتنفذ الأحكام أكرر لا بد أن تكون هناك مؤسسات حكومية تحتوي هذا الإنسان. وكان سموه قد شهد مساء أمس الحفل السنوي لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية وتخريج دفعة جديدة من طلاب كلية الدراسات العليا وكلية العلوم الاستراتيجية وكلية علوم الأدلة الجنائية وكلية اللغات بالجامعة، إضافة إلى المشاركين في الحلقة العلمية «تطوير التدريب الشرطي في الدول العربية» التي نظمتها الجامعة بالتعاون مع المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول)، وذلك بمقر الجامعة في الرياض.