غطت العشوائية أحياء الجبيل القديمة، وطمست النفايات معالم المباني الآيلة للسقوط، بعد أن تأخر تنفيذ المشاريع الخدمية عن الأحياء كثيرا، الأمر الذي جعلها متخلفة تنمويا وحضاريا عن الأحياء المجاورة لها. وفيما يطالب السكان بلدية الجبيل بتنظيم الأحياء، تثير العمالة الوافدة العشوائية في مختلف الأنحاء وتشوه الطرقات بممارساتها السلبية دون أدنى اهتمام لمنظر الحي حضاريا. خميس المنصوري -من سكان الحي الشمالي الشرقي- يقول أصبح حينا كأنه في مدينة شرق آسيوية بعد أن انتشرت العمالة الوافدة في مختلف الأنحاء، وسيطرت على المباني السكنية. وأضاف: عدد من العمالة يعملون في صيد الأسماك وبعد كل رحلة صيد يعودون للحي ويسكبون المياه الملوثة بمخلفات الصيد في الشوارع العامة؛ ما يجعل الروائح الكريهة تنبعث في الهواء، مشيرا إلى أن الروائح الكريهة تنتشر في الحي وتبقى في الأجواء لمدة لا تقل عن ثلاثة أيام رغم تبخر المياه. انقطاعات يومية ويقول أحمد المنصوري: تكمن معاناتنا في الحي في انقطاع المياه بشكل شبه يومي لساعات طويلة، الأمر الذي يمنعنا في بعض الأحيان من أداء الصلاة في المسجد، كما أن الانقطاع يتكرر في اليوم الواحد لأكثر من مرة. وأضاف «حاولنا إيصال شكوانا لفرع المياه في الجبيل أكثر من مرة، لكن دون جدوى فما زالت المياه تنقطع عن المنازل حتى الآن». وأشار إلى أن فرع وزارة المياه في الجبيل يتعذر عن انقطاع المياه؛ بحجة أن العمالة الوافدة تستهلك المياه بكميات كبيرة جدا ما يرفع الطلب على المياه وبالتالي تقل كمية المياه الى أن تنقطع كليا عن الحي. لافتا إلى أن مشاكل الحي لا تنحصر في انقطاع المياه فقط، بل هناك مشكلة تكدس النفايات بكميات كبيرة أمام المنازل وفي الحاويات، وذلك لأن العمالة الوافدة لا تولي النظافة أي اهتمام فيقومون برمي النفايات في الطرقات العامة دون أدنى مراعاة لحق الطريق العام. وطالب محافظ الجبيل بالتدخل العاجل وتشكيل لجنة تقف على وضع الحي ميدانيا لمعالجة تجاوزات العمالة الوافدة التي يزيد عدد أفرادها على 20 ألف عامل يثيرون الخوف والريبة لدى السكان. عزاب مظلومون وفي حي غرب المزارع (الضباب) حاليا، يعيش العزاب في مبان متهالكة لا تصلح للسكن، ويقضون أوقاتهم في تمني المشاريع الحيوية الغائبة كليا عن الحي العشوائي. علي العيسي -مستثمر وصاحب مكتب عقار- يقول: يفتقر حي الضباب لأهم المشاريع الحيوية والمهمة كالصرف الصحي الذي لا يخدم منازل الحي، ورغم شكاوانا المتعددة التي قدمناها للجهات المختصة، إلا أن الوضع لا يزال على حاله دون أدنى تغيير. حي ميت ووصف سعد السبيعي حي الضباب بالميت؛ لافتقاده معظم المشاريع الحيوية والمهمة، وبالتالي فإن العزاب يتحاشون السكن في الحي. واعتبر الحي مهمشا وخارج حسابات المشاريع، خاصة أن مشكلة الصرف الصحي لم يتم حلها منذ أعوام، ما يضطر السكان إلى سحب المجاري كل أربعة أيام، الأمر الذي يكلفهم خسائر مالية فادحة. وأضاف: يوجد بعض العمائر على شوارع تجارية لم يحصل ملاكها على أي تراخيص من قبل البلدية، كما أن هناك عمائر تقع على شوارع غير تجارية مصرح لها بافتتاح محال تجارية. اجتهادات فردية أحمد الخالدي يقول: الحي لم يعد مهيأ للاستثمار أو السكن بطريقة راقية، فكل ما في الحي اجتهادات فردية من قبل السكان الذين يحاولون حل مشاكل الحي بأية طريقة ممكنة. وأضاف: إن مشكلة الصرف الصحي أكثر ما يؤرق السكان، خاصة مع التلوث الحاصل في الحي لانعدام حاويات النظافة؛ ما جعل الكلاب الضالة تجول في الحي بأعداد كبيرة. برنامج يومي وأوضح مصدر مسؤول في بلدية الجبيل، أن البلدية لديها برنامج يومي معد خصيصا لتنظيف الحي، مشيرا الى أن الحي يوجد به ثلاثة مداخل؛ أحدها رئيس والآخران فرعيان، كما أن الحي شهد خلال الأشهر الماضية تنفيذ مشروع لسفلتة الطرقات سيتم استكماله قريبا. وأضاف: تم تنفيذ مشروع لتصريف مياه الأمطار في الحي خلال الأشهر الماضية. وبالنسبة للجبيل القديمة فإن بلدية الجبيل تقوم بأعمال النظافة حسب الجدول ووفقا لتوزيع الأحياء دون تفرقة مع مراعاة الكثافة السكانية للجبيل القديمة وأحياء وسط الجبيل بما فيها المنطقة المركزية. أنظمة صارمة وأكد المتحدث الرسمي للدفاع المدني في المنطقة الشرقية المقدم منصور بن محمد الدوسري أن محال بيع الغاز داخل المناطق السكنية تخضع لأنظمة السلامة الصارمة ولا يسمح بافتتاح أي منها إلا بعد استيفاء الشروط كافة. وعن نقل محال الغاز إلى خارج النطاق العمراني، قال: في نقلها مشقة على القاطنين في داخل المدينة. وأشار إلى تشكيل لجنة لمعاينة المنازل الآيلة للسقوط والقديمة والمهجورة وتقييم حالتها، بالإزالة أو عدمها.