ما إن تدخل حيي الكويت وبترومين جنوبي محافظة جدة، حتى تنتابك مشاعر الغربة، إذ يشكل متخلفو الحج والعمرة والعمال المخالفون من ذوي الجنسيات الأفريقية أكثر من 50 في المائة من السكان، وتغص أزقة وممرات الحيين بأسواق شعبية ومحال تجارية مختصة ببيع مأكولات وملابس ذات طابع أفريقي. وولد نفوذ الأفارقة داخل أزقة الحيين حالة طاغية من العشوائية، حيث يمارسون حياتهم بشكل بدائي لا يولي النظافة اهتماما يذكر. خالد برناوي «من سكان حي الكويت»، أرجع اختلال التركيبة السكانية في الحي إلى هجرة السكان الأصليين إلى الأحياء الشمالية لتميزها بالخدمات البلدية، مشيرا إلى أن المتخلفين تمادوا في ممارساتهم إلى حد إغلاق شارع الحي الرئيس كل يوم جمعة لعرض ما يمتلكون من بضاعة. ودعا مصطفى أحمد «أحد سكان الحي»، إلى إيجاد حل جذري لتسرب مياه الصرف الصحي، محذرا من الأضرار التي تنتجها النفايات وبقايا الأطعمة المتكدسة أمام منازل العمال. من جهته، بين المواطن علي الشمراني أن حي بترومين بحاجة ماسة إلى إعادة تأهيل وصيانة الطرقات التي تضررت كثيرا بفعل مرور الشاحنات وبقائها لفترة طويلة واقفة في مواقعها، مشيرا إلى أن موقفا خصصته البلدية لإنشاء حديقة عامة حول إلى موقف للسيارات وشاحنات البضائع. وأوضح مروان سالم أن وجود شركة بترومين بجوار الحي أثر سلبيا على الصحة العامة للسكان، إذ تعم أدخنتها الهواء الطلق مهددة بأمراض الربو والحساسية. وأشار طارق فلاتة إلى وجود عمائر سكنية في الحي آيلة للسقوط، مؤكدا حاجتها الماسة إلى التجديد والصيانة. وبين أن طراز البناء القديم في الحي يمنع آليات الدفاع المدني من الدخول إلى أزقة الحي الضيقة في حالة اندلاع أي حريق. وانتقد ياسر علوي تأخر تنفيذ مشاريع تطوير البنى التحتية في حي بترومين، وحرمان الحي من التطوير الذي شمل الأحياء المجاورة. وأوضح أن قرب مخازن بعض الشركات من الحي ساهم في انتشار الوافدين داخل الحي بشكل كبير.