يشتكي مربو الماشية في محافظة عفيف من تلاعب تجار الشعير في المحافظة، ويتهمونهم بإنشاء سوق سوداء ورفع الأسعار إلى 65 ريالا للكيس الواحد. «عكاظ» تجولت في سوق الأعلاف في عفيف ولاحظت طوابير السيارات تصطف أمام بوابة السوق، في الوقت الذي خلا فيه السوق من الشعير سوى علف المكعب، والتقينا بعدد من الموجودين الذين كانوا جميعهم من كبار السن، وعرفنا منهم أن بعضهم مضى عليه 36 ساعة في طابور الانتظار. بداية تحدث لنا المسن وليد بن مانع المقاطي قائلا «إنه حصل على خمسة أكياس صباح أمس بعد انتظار دام نهارين وليلة (36 ساعة)، تحت لهيب الشمس وتلك الكمية لن تكفي سوى عشاء ليلة واحدة لمواشيه. ويشاركه الحديث مطر بن منير العطاوي ويقول إن هذه أزمة عامة ولكن التجار رفعوا من حدتها، وضيقوا الخناق علينا في محاولة للاستغلال، ولهم عدة طرق في التهرب من البيع في السوق، أننا نعلم أن هناك شاحنات تصل لعفيف، ولكنها تبيع خارج السوق بأسعار وصلت 65 ريالا للكيس الواحد. وأضاف أن هناك طرقا يتخذها موزعو عفيف في الهروب عن البيع داخل السوق، كأن يتم توزيع الحمولة عند وصولها على عدد من الشاحنات الصغيرة (دينا) والتي بالطبع تعود للموزع أو يستأجرها ويم البيع في أماكن مختلفة، ويتم تنزيل الحمولة كاملة في مستودعات خاصة وبيعها مساء بعيدا عن أعين الناس والرقابة والبيع يكون بواسطة الاتصالات بالجوال، ويشاركهم عقاب بن هميجان العتيبي بقوله إن أحد الموردين التابعين لمنطقة القصيم أراد البيع في عفيف بتأمين شاحنتين إلا أنه وبحسب قوله تعرض لمضايقات من بعض المستفيدين من تلك الأزمة، وغادر عفيف ولم يعد وكان ذلك نهاية الأسبوع المنصرم. وأضاف أنه عندما تخنقهم الأزمة في عفيف يلجأون لمركز ضرية أو فيضة نومان (100 كلم شمال عفيف)، ويكون نصيبنا هناك أوفر لانعدام التلاعب ولوجود موردين معتمدين هناك. من جانبه، قال مصدر في مكتب التجارة بعفيف (طلب عدم ذكر اسمه) أن عفيف تبيع في سوقها 30 شاحنة قبل الأزمة والآن لا يوجد سوى أربع شاحنات، مضيفا أنه يصعب على مكتب التجارة بعفيف حصر الموزعين في المحافظة خلال الأزمة، والسبب يرجع لمصدر الشحن (الميناء)، حيث إنهم هناك يعتمدون في البيع على استمارات الشاحنات ولا يربطون الشحن بالمحافظات، ما أتاح الفرصة أمام التجار بالبيع في أقرب نقطة من مصدر الشحن بنفس السعر الذي يبيع به في عفيف والرجوع سريعا، وأكد أن أي شاحنة تدخل لسوق عفيف تلزم بالبيع بالتسعيرة المحددة.