حذر مختصون في مجال التوعية بأضرار التدخين ومكافحته من انتشار ألعاب أطفال في الأسواق المحلية مشابهة لعلب السجائر، بهدف إحداث خلل في سلوك صغار السن، وصولا إلى كسر الحاجز النفسي وإقناعهم بسلامة التدخين وتعويدهم على التعامل مع علب السجائر، ما يرسخ مفاهيم مغلوطة لدى النشء حول التدخين. وأوضح المدير التنفيذي في جمعية كفى للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات محمد العطاس أن الجمعية رصدت من خلال جولات فرق التوعية الميدانية عددا من الألعاب المشابهة لعلب السجائر الحقيقية، والتي تساهم بشكل مباشر في تضليل الحقائق والمفاهيم لدى الطفل من خطورة التدخين. أكد العطاس أن مثل هذه الألعاب تحدث خللا في سلوك الطفل، وتنمي لديه الشعور بسلامة التدخين من خلال التعود على مشاهدة ألعاب السجائر، إضافة إلى أنها تكون دافعا قويا لخوض الطفل مستقبلا تجربة التدخين. وشدد العطاس على أن الجمعية تسعى إلى توسيع ثقافة الطفل من خلال البرامج الثقافية والتوعية التي تنظمها الجمعية بشكل دائم، وبأسلوب تربوي يستطيع الوصول إلى عقل الطفل بشكل مباشر والتعريف بمخاطر التدخين ومشتقات التبغ. وأكد أن الجمعية تستخدم نماذج تعريفية توضح للطفل بالصور مكونات السجائر والأضرار التي يحدثها التدخين على صحة المدخن وغير المدخن، بالإضافة إلى تنظيم المهرجانات والمسابقات لتحفيز الأطفال وترسيخ المفاهيم الصحية حول التدخين. وشدد مدير الجمعية على أهمية دور الأسرة في توعية الأطفال وتربيتهم على الطرق السليمة، وعدم التهاون في شراء الألعاب المشابهة لعلب السجائر، أو الشيشة، حيث يعمد البعض إلى اقتناء الأراجيل الصغيرة كنوع من الديكور في المنزل، فيما لا يدرك مدى الخطورة التي قد تفرزها بعض التصرفات السلبية مستقبلا على الطفل، ولا سيما أنه يعيش حالة استكشاف ورغبة في خوض التجارب خلال مرحلة نموه. وكشف العطاس عن أن الجمعية تركز في حملات التوعية على الأطفال بشكل أكبر من غيرهم، فهم المستهدف الأول من قبل مروجي شركات التبغ التي تسعى إلى بث سمومها بين الأطفال، بأساليب مخادعة، مطالبا الجهات الرقابية بتكثيف حملاتها على منافذ البيع ومنعها من المتاجرة بمثل هذه الالعاب، والحد من دخولها إلى أسواق المملكة، حفاظا على جيل المستقبل من الوقوع في براثن التدخين.