لفهم حالة تعثر التعليم العام وازدهار التعليم الخاص في بلادنا، لن أطلب منكم الكثير، فقط ضعوا قائمة بأسماء المسؤولين في وزارة التربية والتعليم خلال السنوات العشر الماضية أمام قائمة بأسماء ملاك ومشرفي ومديري المدارس الأهلية الكبرى خلال نفس المدة، ثم صلوا بقلم الرصاص بين الأسماء المتطابقة!!. ستدهشكم النتيجة، بل ستصدمكم، حيث ستكتشفون أن التعليم الأهلي لم يكن يوما منفصلا عن العلاقة بالتعليم العام، وأنا هنا لا أتكلم عن العلاقة التنظيمية أو الفنية، إنما عن علاقة المصالح المشتركة التي جعلت من التعليم الخاص لبعض منسوبي التعليم العام شبكة أمان حياة التقاعد، ومستودع استثمار (تحويشة) العمر!!. راقبوا بعض ملاك المدارس الأهلية الذين كانوا مسؤولين في وزارة التربية والتعليم، وستجدون أنهم الأكثر جشعا بين ملاك المدارس الأهلية؛ فشعاراتهم التربوية والتعليمية التي رفعوها في الوزارة انقلبت إلى شعارات استثمارية تجارية بحتة!!. وراقبوا بعض مشرفي ومديري المدارس الأهلية، الذين كانوا مسؤولين في الوزارة ومعارين منها، والذين يطرحون برامج وأفكار وشعارات العمل المحترف للارتقاء بالتعليم، وسيسعدكم أن تطرحوا عليهم سؤالا وحيدا: أين كان ذلك عندما كنتم خلف مكاتبكم الحكومية؟!. أحيانا أشعر بأن التعليم العام ليس إلا مطية للبعض للوصول إلى التعليم الخاص ومنافعه، فيتسلط علي إبليس اللعين بأفكار شيطانية: هل تعمد البعض عرقلة تطور التعليم العام ليبقى التعليم الخاص مزدهرا!!. صدقوني المسألة لم تعد تتعلق بالأقساط والرسوم التي أصبحت تزداد سنويا، كما لو أنها مقياس ترمومتر في عز قيظ الصحراء بلا حسيب ولا رقيب، بل تتعلق بالدرس الأول الذي يتلقاه الإنسان في المدرسة: من زرع حصد، فحصاد التقاعد هو زرع ما قبله!!. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة